Oliver كتبها
كان للسيد الرب تلاميذ كثيرون و كنت أنا أحدهم.بدأت أعرفه يوم صعد إلى الجبل ليعظ بتعليم العهد الجديد.أنا رجل مسكين.ليس لى ثروة سوى كلمة الله.فقير إلا فى المحبة.حين قال طوبي للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات نظر نحوى بحب كأنه يقصدنى فإنجذبت إليه إذ دعانى و صرت أتبعته.
-عشت منبهراً به.أرقبه حيناً من قريب و أحياناَ من بعيد .هو قادر أن يغلبك بنظرة.أن يغيرك بكلمة.قادر أن يسكب رجاءاً فى القلب بعمل خفى لا أعرف له تفسير.كان يوحنا المعمدان يبهرني لكن بعد إستشهاده وجدت المسيح الأعظم.كنت أتجرأ فى حضوره .أقطف السنابل و آكل الخبز دون غسيل و لا أبالي بتقليد الشيوخ ولا بنقمة الفريسيين.لأن قوة كانت تخرج منه و تحمينا.
- لم يكن لى سؤال مثل توما و بطرس و فيلبس.لم يكن لى دور مثل يهوذا .لم أكن قريباً مثل يوحنا ذلك لأننى لم أصدق أننى من تلاميذه.فصرت أتبعه فحسب دون أن أحسب نفسي شيئاً.كلامه ينغرس فى قلبي . حين أعود إلى البيت أجد صوته يملأ المكان و لا يفارقنى.أجلس مع كلماته فتأخذنى أبعد من معانيها.يسوع هذا يمنحك الكلمة كأنها مركبة نورانية تأخذك من نفسك .يزيد حبى له كل يوم.
-لم أتحير يوماً مثلما تحيرت حين خاطبنا عن شخصه بأوصاف تجعله الله ذاته. قال أنا هو خبز الحياة و أوصانا أن نأكل جسده و نشرب دمه.يومها إرتبكت كل أذهاننا. صار يتكلم عن الآب كأنه واحد في الآب.كان الكلام صعب علينا.يومها تناقص عددنا جداً .تراجع الكثيرون و لم يعودوا له تلاميذاً.يو6.لكنى لم أستطع أن أتراجع عنه فبقيت.
- كلما تكلم عن موته أسأل نفسى: من يقدر أن يميت الجبار الذى يقيم الموتى؟من يتجرأ أن يصلب يدان تشبع الآلاف.من يستطيع أن يحاكم المعلم الذى سمعنا الآب يدعوه الإبن الحبيب.كيف يمسكه الجنود و هو الذى أمسك الريح عن هياجها .حتماً سيجعل أياديهم تيبس فى الحال؟
إذا كنت مثلى قريباً منه .ترى الآيات المبهرة كل يوم.تهيم في تعاليمه المتسعة كالسماء.اذارأيت محبته و رقته و حكمته.إذا تعاملت معه و لو مرة لن تصدق أنه سيموت.لن تتخيل أنهم يصلبونه.
لم أكن وحدى في حيرتى بل كثيرون مثلى لم نفهم و لم نصدق و بقينا ننتظر مملكته القوية.
- حين قال تأتي ساعة و تتركوني وحدي لم أصدقه.صدقت نفسي لأن من المستحيل أن أتركه.لكن الأحداث تصاعدت بسرعة.كأن هناك من يدفعها لتجرى كالسحاب.تجمع الناس و الكهنة و الكتبة و الولاة و تفرقنا نحن.تشتتنا تحت وطأة الهاتفين أصلبه.و صلبوه.أما أنا فهربت نحو الهيكل الحجرى و تركت الهيكل الحى مصلوباً وحده.بعدها بدأت أكذب نفسي و أصدق كل ما يقوله المسيح.
-صلبوا المسيح فغابت الشمس.و حين نكس الرأس أشرقت من جديد. و أنا منزوى فى خبايا الجلجثة.جف ريقي و يبس لسانى و إحتارت الدموع أين تسقط.حتى عدت منكس الراس إلى بلدتى بيت عنيا.بعض التلاميذ ساروا معى فى نفس الطريق .كنت أتشوق لرؤية لعازر هل هو حى بعد أم مات كما مات المسيح؟ لكن زلزلة عظيمة حدثت فصرت أتموج فوق الأرض و ما أكملت سيرى.
-فى الطريق كان يشغلنا موت المسيح.عندما مات تفرقنا و لما قام تجمعنا من جديد. فى الطريق بدأت الأخبار عن قيامته تنهمر.مات و قام .إذن هى فرصة جديدة لأعود.عدت إلى أورشليم لأتبعه من جديد.في طريقي كان المئات من الأخوة عائدين مثلى. 1كو15: 6 كان فى قلب كل واحد أشواقاً تأسره.كان بيت مرقس وجهتنا.جمعنا الشوق لرؤيته.هناك ظهر لنا بمجد وبهاء.منحنا سلاماً و فرحاَ و قوة.أخذنا من ظهوره مقداراً عجيباً من النعمة و المجد و الإيمان.رؤيته بدلت فينا كل ما فينا.
-بقينا حول المكان حتى حل الروح القدس علينا كما وعد المعلم الصالح.أخذت الروح و أخذنى.أدخلنى الروح أعماق إبن الله ففهمت ما لم أكن أفهمه.صرت منقاداً به الليل و النهار.وجدتنى أذهب بعيداً بعيداً لأكرز به.عبرت حتى بحر الشمال.أينما ذهبت رافقتنى النعمة.بشرت لهم بإلهى و حبيبي و مخلصي.كلما سألونى عن إسمى قلت أنا تلميذ يسوع.لم أحتاج أن أذكر إسمى بعد إسمه.