محرر الأقباط متحدون
في مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني أكد النائب الرسولي الفخري في جنوب شبه الجزيرة العربية المطران بول هيندر أن راهبات مرسلات المحبة اللواتي استُشهدن في اليمن في العام ٢٠١٦ يكشفن للآخرين عن حضور محبة الرب يسوع.
المطران هيندر الذي كان نائباً رسوليا في المنطقة آنذاك تذكر تلك الحادثة الأليمة التي وقعت في آذار مارس لسبع سنوات خلت، عندما اقتحم مسلحون مأوى للعجزة تديره راهبات مرسلات المحبة في مدينة عدن الساحلية وأقدموا على قتل أربع راهبات. لفت سيادته إلى أن استشهادهن ترك إرثاً عميقاً على صعيد الشهادة لمحبة المسيح ومحبة الآخرين حتى النهاية. وأوضح أن النيابة الرسولية في جنوب شبه الجزيرة العربية أنشأت يوماً لتذكار الشهداء المعاصرين، بما في ذلك الراهبات الأربع، كي لا ننسى أنه يوجد اليوم أيضا في وسطنا شهود ليسوع المسيح وللإيمان به، وأشخاص مستعدون لدفع حياتهم ثمناً لهذا الإيمان.
لم تخلُ كلمات سيادته من الإشارة إلى الرسالة التي أصدرها البابا فرنسيس يوم أمس وأنشأ بموجبها "لجنة الشهداء الجدد – شهود الإيمان". لجنة مهمتها أن تُعد دليلاً بأسماء جميع المسيحيين الذين ذرفوا دماءهم اعترافاً بالمسيح وشهادة للإنجيل. الراهبات الأربع – أنسيلم، مارغريت، ريجينيت وجوديث – لم يغبن عن ذهن البابا فرنسيس الذي تذكرهنّ خلال مقابلة الأربعاء العامة في التاسع عشر من أبريل نيسان الماضي، وقال إنهن من بين شهداء زماننا المعاصر، وقد قُتلن في أرض تعيش حرباً منسية منذ سنوات طويلة، سببت الموت والمعاناة للأشخاص، لاسيما الأطفال. وأكد البابا أن الراهبات الأربع يشكلن شهادة نيرة للإيمان.
تابع المطران هيندر حديثه لموقعنا لافتا إلى أن الراهبات الأربع وعلى الرغم من الأوضاع الحرجة قررن البقاء في اليمن إلى جانب الأشخاص المحتاجين إلى مساعدتهن، وقد فعلن ذلك بتفان وإخلاص وفرح وأمانة، لاسيما حيال الأشخاص المعوقين. وأكد سيادته أنه كان يزور بيتهن سنوياً، حيث كان يلتقي بالفقراء والمسنين والمرضى وكان ينظر إلى وجوه الأشخاص المستفيدين من هذه الخدمة. وأضاف أن الراهبات أظهرن له محبة الرب يسوع المسيح، مشيرا إلى أن هذه المحبة كانت متجذرة في تصرفاتهن وأعمالهن، ومع أن البيئة المسلمة التي كن يعشن فيها لم تسمح بالتكلم بحرية مطلقة عن الإنجيل، بيد أن حياتهن وأعمالهن تكلمت بصوت أعلى من الكلمات. ولفت إلى أن هذا الواقع أثر به كثيراً خلال السنوات التي أمضاها كنائب رسولي في المنطقة.
ردا على سؤال بشأن الذكريات التي ما يزال يحتفظ بها قال المطران هيندر إن الابتسامة لم تفارق أوجههن على الرغم من كل المشاكل، وتذكر أيضا الأشخاص العديدين الذين كانوا يتعاونون معهن، ومعظمهم مسلمون، ومن بينهم أشخاص قضوا في الصراع، معتبرا أن هذه هي مسكونية الدم التي هي أهم من الكلام. وقال إنه فخور جداً بوجود هذا الواقع في بقعة من العالم حيث لا يتوقع أحد إمكانية العيش والشهادة للإيمان بهذه الطريقة. وختم سيادته حديثه لموقعنا قائلا إن هذه الشهادة لم تتصدر عناوين الصحف إنما تركت أثراً عميقاً في نفوس الأشخاص الذين تعرفوا على راهبات مرسلات المحبة.