مدحت بشاي
لعل من الأدوار التي لعبتها صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة تعزيز المشاعر بأحداث وتفاصيل الماضي ( الحنين إلى الماضي ) ، قد يكون لحالة الشغف بإجراء مقارنات حول أحوال الناس في زمن فات وما آلت إليه أحوالهم ، وما تثيره تلك المقارنات غالبًا من علامات استفهام وأحيانًا التعجب والاستنكار ..
أيضًا ، تجد مثل تلك البوستات درجة عالية من التفاعل لنبرة الصدق التي تتميز بها مادتها في أغلب الأحوال عن غيرها من المواد..
والمتابع لبرامج ومواد " فضائية ماسبيرو زمان " يتيقن من نجاح فكرة إنشاء تلك القناة ، بما تزخر به من كنوز تؤرخ إعلاميًا ودراميًا لكل أحوال الوطن والمواطن عبر الزمان والمكان بصدق وأمانة ..
من منا لم يحتفظ على صفحته الفسبوكية لأحاديث وبرامج تحدث إليها طه حسين ونجيب محفوظ والسباعي وعبد القدوس ونجوم التمثيل والغناء والأدب والفكر ، ورموز العمل السياسي والزعماء ..
وكم أسعدنا الأدوار والجهود الهائلة التي تبذلها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية ، وهي واحدة من أكبر الكيانات الإعلامية في المنطقة العربية بأكملها ، فقد كان إنتاج الشركة لدراما وطنية وثائقية بنجاح ومهنية ووطنية الأثر الرائع في مجال كتابة التاريخ من جديد بالصوت والصورة لثورة شعب أسترد وطنه وهويته ..
ثم كان الاختيار الرائع للشركة للكاتب الصحفي والإعلامي الأكاديمي د. محمد الباز لتقديم حلقات برنامج " الشاهد " على هواء قناة " إكسترا نيوز " ، من أول يونيو على مدار 30 يومًا احتفالًا بالعيد العاشر لثورة 30 يونيو ، ويتضمن توثيق أحداث ثورة 30 يونيو ، عبر شهادات عدد من الشخصيات التي شاركت في صناعة القرار إبان الثورة ، وكانت شاهدًا علي كل تفاصيلها وأحداثها ..
وفي حلقة هامة من حلقات " الشاهد " كان الحوار مع د. سمير مرقص ، عضو مجلس أمناء الحوار الوطنى ، والذي سبق أن عينه رئيس الجمهورية الإخواني في منصب مساعد رئيس الجمهورية لإدارة ملف التحول الديمراطي ، والذي سبق تعيينه في منصب نائب المحافظ ، والمعلوم إنشغاله الفكري والوطني في الحقب الأخيرة بقضايا تحقيق المواطنة والاندماج الوطني ..
أكد الشاهد سمير مرقص أنه توقع عدم استمرار " مرسي " بعد رفض قرار حظر التجول بمحافظات القناة وسقوط هيبة الدولة ، كان أظرف حظر تجول حدث فى تاريخ الإنسانية ، لم تكن هناك هيبة للدولة ، خروج الرئيس بنفسه وإصداره قرارًا لا يستجيب له أحد ، أمر وضعه في مأزق ، وكان عليه أن يراجع نفسه ، فهذه رسالة من الناس لمن يمثل الدولة ..
وأشار مرقص أن الاعتداء على الكاتدرائية خلال حكم " مرسي " كان كارثة ، وأنه قد كتب وقتها أن الإرهاب يجىء من الأطراف إلى المركز. .. وهو مشهد زاد من قلق الأقباط وكرههم للنظام. .
وقرر مرقص الاستقاله من منصبه كمساعد لمحمد مرسي يوم 21 نوفمبر 2012، ووقتها كتب نص الاستقالة من 3 صفحات، ذكر فيها أن الإعلان الدستوري ينشئ دولة موازية، وأن جماعة الإخوان تحاول عمل مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة المصرية مثل قضاء موازي وشرطة موازية، وأن هذا يؤسس لدولة اللون الواحد. ولفت إلى أنه تعرض للتهديد من قبل أحد العاملين في ديوان الرئاسة وقتها ويدعى الطهطاوي، وقال له نصًا "الإخوان مش بينسوا".
نقلا عن الوفد