مجدي جورج باحث اقتصاد دولي 
اعلن الدكتور يوسف بطرس غالي انه سيعود للوطن بعد حصوله علي البراءة التامة من كافة القضايا التي تعرض لها فاهلا وسهلا بالرجل الوطني في وطنه .
الدكتور يوسف بطرس غالي ظلم في عهد مبارك لانه كان يستحق رئاسة الحكومة وليس وزارة الاقتصاد او المالية فقط .
 
وظلم من حبيب العادلي بفساده وسطوته في قضية اللوحات المعدنية والتي اخرت عودته كثيرا لمصر . 
 
ثم ظلم من القضاء المصري الذي استمر في نظر القضايا المرفوعة ضده لمدة ١٣ عاما وكما قيل فان العدالة البطيئه قد تكون احيانا هي الظلم بعينه .
المهم ان الناس  الان تتحسر وتتمني عودة ايام الدكتور يوسف بطرس غالي وهو  حقيقة من اكفئ من تولي وزارة المالية في مصر  وهذا صحيح الي حد ما
.
ولكن هناك  اسباب لنجاحه  ايام مبارك ومنها بالاضافة لكفاءته :- 
اولا ان مبارك كان علي ايامها  كان بيعطي العيش لخبازه كما يقولون ولا يتدخل كثيرا في عمل وزرائه طالما هناك نجاح وقبول وطالما الامور مستقرة .
 
ثانيا ان مبارك كان من اولوياته اللحظة الانيه  فلم يفكر في اصلاح اقتصادي او مؤسساتي او مالي طالما الامور مستقرة  ولا ينازعه احد علي الكرسي فقد تعلم من درس مظاهرات يناير ١٩٧٧ ايام السادات الكثير ولذا كان دائما يقول المهم لدي المواطن الفقير  قبل كل شئ متناسيا ان عدم القيام باي اصلاح سيضر المواطن البسيط مستقبلا لذا ظل الدولار بخمسة جنيه وظلت الاسعار في متناول الجميع  .
 
ثالثا لا ننكر ان  الاستقرار الامني وعدم وجود قلاقل في المنطقة  وفي مصر شجع السياحة لمصر وشجع دخول المستثمرين الاجانب لها فكانت  التدفقات المالية الاجنبية الداخلة لمصر عالية وكانت معدلات النمو الاقتصادي في اوجها ايام يوسف بطرس غالي .
 
رايعا  رغم تكلس مبارك وعدم ترحيبه بالتغيير الا انه كان رجل دولة قادر علي جلب الدعم لمصر من الخليج ومن الدول الغربية التي ترتبط بصداقات عميقة مع اغلب حكامها وهذا ما اتاح له بالاضافة الي جلب الدعم بالقيام بالتخلص من نصف ديوننا الخارجية بعد حرب الخليج الاولي واحتلال صدام للكويت وهذا اعطي للقائمين علي العملية  الاقتصادية اريحيه في القيام بعملهم دون ضغوط الديون الكبيرة التي تكبل ايديهم وتشل افكارهم .
 
خامسا رغم القبضة الامنية الشديدة علي ايام مبارك ورغم تداخل الجيش في الاقتصاد الا ان القطاع الخاص كان ينمو بشدة ولم يكن يتعرض للمنافسة الشريفة وغير العادلة من شركات الجيش والتي يتعرض لها القطاع الخاص الان والتي جعلت الكثيرين يفضلون البقاء بدون عمل افضل من العمل والمنافسة غير العادلة ومن ثم الخسارة .
 
لذا فان التوقعات العالية من البعض بنجاح الدكتور يوسف بطرس غالي في ما يقولونه ( انقاذ اقتصاد مصر ) قد يكون مبالغ فيه وغير صحيح طالما الظروف الماضية لن تتكرر .