كتب - محرر الاقباط متحدون 
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي :" ان هذا التدهور الحاد للوضع الإنساني في السودان وتلك التداعيات الكارثية للأزمة، يتطلبان الوقف الفوري والمستدام للعمليات العسكرية، حفاظا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق وعلى مؤسسات الدولة لتتمكن من الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المواطنين، مضيفا خلال الجلسة الافتتاحية لقمة دول جوار السودان بالقاهرة : 
 
وهو ما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة والمُنسقة والسريعة من كافة أطراف المجتمع الدولي بما يرتقي لفداحة هذه الأزمة الخطيرة التي تتطلب معالجة جذورها عبر التوصل إلى حل سياسي شامل يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني.
 
لا يفوتني في هذا الإطار الإشادة بالجهد الكبير والموقف النبيل الذي اتخذته دول جوار السودان التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين، وشاركت مواردها المحدودة في ظل وضع اقتصادي عالمي بالغ الصعوبة.
 
أطالب في هذا المقام كافة أطراف المجتمع الدولي، بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان الذي عقد خلال شهر يونيو الماضي 2023، من خلال دعم دول جوار السودان الأكثر تضررا من التبعات السلبية للأزمة، بما يعزز قدرتها على الصمود ويرفع المعاناة عن كاهل الفارين من النزاع إلى دول الجوار.
 
فور اندلاع الأزمة في السودان، بادرت مصر باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين، الذين انضموا إلى ما يقرب من ٥ ملايين مواطن سوداني يعيشون فوق الأراضي المصرية منذ سنين عدة.
 
كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية ومستلزمات طبية للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية. 
 
أود أن أؤكد هنا ان مصر ستبذل كل ما في وسعها بالتعاون مع كافة الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني الغالي والمحافظة على مكتسبات شعب السودان العظيم والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه التي عبرت عنها الملايين من أبنائه خلال ثورته المجيدة في العيش في وطنه بأمن وحرية وسلام وعدالة.
 
كما ستعمل مصر على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
 
الحضور الكريم اسمحوا لي أن أغتنم هذه الفرصة لأطرح على حضراتكم تصور مصر لخروج السودان من مأزقه الراهن، الذي يرتكز على العناصر التالية:
 
أولا : مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد والبدء دون إبطاء في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار.
 
ثانيا :  مطالبة كافة الأطراف السودانية بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وإقامة ممرات آمنة لتوصيل تلك المساعدات للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية ولموظفي الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.
 
ثالثا : إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية بمشاركة القوى السياسية والمدنية وممثلي المرأة والشباب، يهدف لبدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.
 
رابعا :  تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلى حل شامل للأزمة السودانية على أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة.
 
اسمحوا لي قبل ان أختتم كلمتي أن أتوجه بكلمة للشعب السوداني الشقيق والعزيز، ان مشاهد الخراب والدمار والقتل التي نطالعها تُدمي قلوب  كل المصريين.
 
نشعر بمعاناة أشقائنا في السودان ونتألم لآلامهم وندعو الله العلى القدير أن يزيل هذه المحنة في أسرع وقت.
 
ومن هذا المنطلق، نؤكد ضرورة إعلاء كافة الأشقاء في السودان للمصلحة العليا، والعمل على الحفاظ على سيادة ووحدة السودان بعيدا عن التدخلات الخارجية التي تسعى لتحقيق مصالح ضيقة لا تخدم استقرار أو أمن السودان بل المنطقة .
 
أشدد مرة أخرى على أن مصر لن تدخر جهدا  للمساعدة في استعادة الأمن والاستقرار والسلام في ربوع هذا البلد الشقيق، بالتعاون مع كل الأطراف الجارة والصديقة.
 
وأود مرة أخرى أن أكرر شكري للقادة المشاركين على تلبية الدعوة  لحضور  هذه القمة التي نأمل أن تنجح فيها مهمتنا النبيلة في مساعدة جار عزيز ودعم شعب شقيق في تجاوز محنته الحالية في أسرع وقت. شكرا جزيلا لكم