الأب رفيق جريش
غیر مقبول بأى حال من الأحوال حرق المصحف الشريف أو أى کتاب مقدس آخر مثل الذى جرى من شخص من أصول عراقية أمام المسجد فى السويد، فهذه جريمة ليست فقط قانونية، ولكن فى المقام الأول هى جريمة ضميرية، وهى ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة.
وليس فقط للمصحف الشريف وازدراء المسلمين، ولكن أيضًا هو أسلوب «ترند» لهدم كل ما هو دينى وأخلاقى. نرى خاصة فى الغرب ازدراء للدين المسيحى ورموزه ورسم قداسة البابا بأشكال لا تليق ومحاضرات حتى فى الجامعات ضد الإنجيل والديانة المسيحية، ولم تسلم أيضًا الديانة اليهودية، فكم وكم من الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعى تزدرى الحاخامات
وتتداول «التريقة» على التقاليد الدينية اليهودية ورموزها، وليس فقط هذه الأديان، ولكن أيضًا الديانتان الهندوسية والبوذية وغيرهما من الديانات الروحية الآسيوية، التى أصبح ازدراؤها سلوكًا اعتياديًّا مستمرًّا.
لكنى أرى أن هذا الازدراء لا يقف عند الأديان فقط، ولكن المقصود هو ازدراء «الإنسان» نفسه، وجعل الإنسان ذى العقل الراجح إنسانًا مسخًا ومتقهقرًا أمام التكنولوجيا الحديثة والأفكار الغريبة عن «چندرية الإنسان»، فهناك تيار داهم وقوى ولوبى سياسى دولى، بل أيديولوجيا ترفض فكرة أن الإنسان رجلًا وامرأة كما أراده الله تعالى.
ولكن الإنسان يمكنه أن يكون جنسًا آخر أو جنسًا ثالثًا ورابعًا، والأفلام الأجنبية والفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعى، بل المدارس والجامعات فى الخارج، تشجع هذا النمط من التفكير كأن هناك حربًا على الإنسان ذاته، ومن ثَمَّ على الله الخالق، الذى أراد للإنسان الخير والحب والزواج والذرية.
كل ذلك تحطمه تلك الأيديولوجيا، ونحن بخبرتنا الروحية نعرف أن أى تحطيم وانقسام هو من الشر والشيطان، وهذا ما يجب أن ننتبه إليه ونوعى شبابنا المشدودة عيونه على وسائل التواصل الاجتماعى من تلك الأفكار الداهمة، لذا أرجو من العلماء ورجال الدين ألّا ينشغلوا بتوافه الأمور الشكلية فى الدين، بل يوعون شبابنا بالأمور الخطرة التى تداهمنا وستداهمنا لا محالة.
أما الموقف العقائدى والأدبى للكنيسة الكاثوليكية فقد انتهى إليها بخير فى نصوص المجمع الفاتيكانى الثانى الذى انعقد 1962- 1965، والذى أعطى للكنيسة آفاقًا جديدة فى الربع الأخير من القرن الـ20 إلى يومنا هذا.
وتشرح نصوصه بوضوح واجب احترام المعتقدات الأخرى، قائلة: «الكنيسة تشجب إذا كمنافٍ لروح المسيح، كل تفرقة أو جور يلحق بالبشر بسبب عرقهم أو لونهم أو ديانتهم».
بيان علاقة الكنيسة بالديانات الأخرى رقم 5 Nostra، Aetate. إذًا أى اعتداء على الله هو اعتداء على الإنسان، وكل اعتداء على الإنسان هو اعتداء على الله.
نقلا عن المصري اليوم