محرر الأقباط متحدون
في أعقاب العملية العسكرية التي قامت بها القوات الإسرائيلية في جنين، بهدف مكافحة الإرهاب، قام بطريرك القدس للاتين بيرباتيستا بيتسابالا بزيارة إلى المواقع التي استهدفتها الهجمات الإسرائيلية، من بينها الرعية التابعة للبطريركية والتي تعرضت لأضرار جسيمة، وقال إنه رأى أشخاصاً يتألمون لكنهم يرفضون الاستسلام ولا يسمحوا لأحد بأن يدوس كرامتهم.
خلال تواجده في مخيم اللاجئين في جنين قال البطريرك بيتسابالا إن الكنيسة لا تملك جيشاً ولا سلاحاً، وهي لا تؤمن بالعنف. وأضاف: إننا ضد كل شكل من أشكال العنف لكننا موجودون هنا لنعبر عن تضامننا حيال كرامة وحرية الفلسطينيين. مع العلم أن المخيم الفلسطيني كان من الأهداف العسكرية الرئيسة للجيش الإسرائيلي في إطار عملية مكافحة الإرهاب، أسفرت عن مصرع اثني عشر شخصاً، وسقوط عشرات الجرحى ونزوح حوالي خمسمائة عائلة عن المخيم الذي يأوي أربعة عشر ألف شخص ضمن مساحة لا تتعدى الكيلومتر المربع الواحد.
البطريرك بيتسابالا، الذي سيعتمر القبعة الكاردينالية من يد البابا فرنسيس في كونسيستوار الثلاثين من أيلول سبتمبر المقبل، أكد أنه شاهد خلال الزيارة وجهاً آخر من أوجه الصمود، مضيفا أنه رأى أشخاصا يتألمون، ويعانون من نتائج الاحتلال، لكنهم في الوقت نفسه يرفضون الرحيل والاستسلام، ولا يسمحون لأحد بأن يدوس كرامتهم وهم عازمون على العيش في وطنهم. تخلل الزيارةَ لقاء جمع المسؤول الكنسي بممثلين عن السلطات المدنية في منطقة جنين، وعبر لهم عن الرغبة في التعاون والعمل معاً على مشاريع مشتركة تضمن حياة لائقة وكريمة للعائلات. وقال غبطته لحاكم جنين وعمدة المدينة إن الأمل يبقى، كما تبقى ضرورة البحث عن سلام عادل وشامل لا يستثني أحداً.
وقام بطريرك القدس للاتين بزيارة الرعية اللاتينية داخل المخيم والتي تعرضت لأضرار جسيمة نتيجة للهجوم الإسرائيلي، كما التهمت النيران عددا من المتاجر التي تملكها البطريركية، بالإضافة إلى العديد من المباني التي دمرتها المسيرات الإسرائيلية. وقال أحد سكان المخيم لغبطته إنه لم يكن يتوقع في البدء هذا الحجم الهائل من الدمار لافتا إلى أنه كان يعتقد أن الصواريخ ستدمر بيتاً أو بيتين فقط، وقال إن صاروخاً استهدف منزله، ولو لم يغادر البيت لكان قُتل مع أفراد عائلته الثلاثة عشر.
ولم يسلم من رصاص وقنابل الجيش الإسرائيلي مستشفى جنين الحكومي، وقد ترتبت على هذا الأمر انعكاسات سلبية على الصعيد الصحي. وقال مدير المستشفى الدكتور وسام بكر إن هذا المرفق الصحي يحتاج إلى الكثير من الدعم كي يزيد عدد أفراد الطاقم الطبي ويحسن نوعية الخدمات التي يقدمها. وختم الطبيب الفلسطيني قائلا إنه يأمل – نظراً للواقع الذي يعيشه الناس منذ عشرين عاماً – أن يتم العمل على بناء مستشفى جديد في مدينة جنين، ربما في منطقة أكثر أمناً ويكون قادراً على استيعاب عدد أكبر من المرضى، وأكد أن مستشفى جنين الحكومي مكتظ بالمرضى والجرحى وبالتالي إن المدينة تحتاج إلى المزيد من البنى التحتية الصحية.