ياسر أيوب

 يبقىمصريون'> المصريون هم أجمل ما فى مصر وأغلى ما تملكه مصر.. وقفت أمس الأول أربع بنات مصريات بعد ختام مسابقات رفع الأثقال فى دورة الألعاب العربية بالجزائر، يحملن ميداليات الانتصار والكبرياء وحبهن لبلادهن.. ففازت نعمة سعيد ابنة الإسماعيلية ولاعبة المؤسسة العسكرية بميداليتين ذهبيتين وميدالية فضية فى وزن 71 كيلو جراما.. وفازت رحمة أحمد عبد الرازق ابنة الإسماعيلية أيضا ولاعبة المشروع القومى فى وزن 81 كيلو جراما.. وفازت شيماء خالد رجب ابنة المنيا ولاعبة المدرسة العسكرية بميداليتين ذهبيتين فى وزن فوق 81 كيلو جراما.. وفازت أمل توفيق ابنة طلخا ولاعبة نادى الكهرباء بميدالية ذهبية وأخرى فضية فى وزن 49 كيلو جراما.

ولو اكتفيت بذلك أكون قد انتقصت من قدر هؤلاء البنات ومن جمال الحكاية كلها التى تستحق التوقف والاهتمام والفرحة والاعتزاز.. وعنوان هذه الحكاية هو رؤية جديدة لمصر الرياضية التى بدأت أخيرا التدقيق فى اختيار من يمثلها ويلعب باسمها، وأعلنت نهاية عصر رحلات الترفيه ورفع شعار شرف المشاركة.. واختارت مصر الرياضية الجديدة أربعة لاعبين فقط يمثلونها فى مسابقات ألعاب القوى؛ لتصبح البعثة المصرية فى ألعاب القوى هى أصغر بعثة عربية.. ورغم ذلك فاز هؤلاء الأربعة بخمس ميداليات من ذهب: ميداليتان لإسراء عويس فى الوثب الطويل والوثب الثلاثى.. وميدالية لإيهاب عبد الرحمن فى رمى الرمح.. وميدالية لمصطفى الجمل فى رمى المطرقة.. وميدالية لمصطفى عمرو فى دفع الجلة.. وكتبت حكاياتهم هنا يوم الثلاثاء الماضى وأكتب الآن عن الأربع بنات وميدالياتهن.. بنات وقفن وسط البعثات العربية الكبيرة والضخمة بمنتهى الثبات والإصرار على الانتصار.. وبالفعل توالت انتصاراتهن وميدالياتهن.
 
وكانت بنات مصر فى الجزائر ينتصرن بالنيابة عن مصر الرياضية، وهذه الرؤية الجديدة والحكيمة أيضا التى لم يعد يسعدها أو يعنيها أن تكون بعثتها هى الأكبر والأكثر عددا، إنما يعنيها أن يسافر من يستطيع المنافسة حتى إن لم يفز، ومن يسافر ليرفع علم مصر فوق منصات التتويج ولا يكتفى فقط برفع علم بلاده فى حفلة افتتاح أو ختام.. وانتصرت بنات مصر أيضا بالنيابة عن اتحاد لعبتهن الذى بدأ يغلق جروح الماضى وخطاياه التى أبعدت الأثقال المصرية عن دورة طوكيو الأوليمبية الماضية، وأجاد اختيار هؤلاء اللاعبات لتمثيل مصر.
 
وأجمل ما فى حكاية هؤلاء البنات هو أنهن من القناة والصعيد والدلتا.. من رعتها المؤسسة العسكرية، ومن رعاها ناد رياضى، ومن اكتشفها واحتضنها المشروع القومى للموهبة الرياضية.. وعلى المستوى الشخصى كان لكل بنت منهن حكايتها الخاصة والتحديات التى خاضتها والأشواك التى كانت مغروسة فى القلب وتحت الجلد.. لكنهن لم يستسلمن وقاومن وانتصرن.. ولا أقصد انتصارا فى دورة ألعاب عربية، مع كل الاحترام للعرب وأبطالهم ومسابقاتهم.. لكن الأثقال المصرية ببطلاتها وأبطالها تستحق مكانة عالمية وأوليمبية رفيعة المستوى.. فقد كنا أبطال العالم فى هذه اللعبة منذ تسعين عاما، ولا تزال هى أكثر ألعابنا فى مصر فوزا بميداليات أوليمبية وبطولات عالم.
نقلا عن المصرى اليوم