القمص يوحنا نصيف
س: ما معنى أنّ الله أب؟
ج: لله صفات كثيرة مثل: الرحمن، الكريم، الغفور، العادل... وأسماء أخرى كثيرة، كلّها تكشف عن طبيعة الله، ولكن أعظم هذه كلّها أنّ الله أب..
س: لكن هل معنى أنّ الله أب، أنّه تزوّج؟
ج: لا طبعًا.. حاشا لله.. لكنّ الله طبعه أب كلّه حنان، أب يحبّ الخُطاة التائبين، أب يسمع أصواتهم.
لقد كان الله قديمًا في التوراة بالنسبة للإنسان مخيفًا رهيبًا، ولكن في عهد النعمة اكتشفنا أنّه يهتمّ بنا بأبوّة نادرة، حتّى أنّ شعور رؤوسنا مُحصاة أمامه، وهو يعتني بنا أكثر من اعتناء الأم برضيعها.
س: هل طبيعة الأبوّة موجودة في الآب منذ الأزل؟
ج: هذا حقّ، وهذا ما نشاهده في حياتنا اليوميّة، فالطفلة تحبّ اقتناء عروسة صغيرة، لأنّ لها طبيعة الأمومة، رغم أنّها طفلة.
وهناك سيّدات لم يتزوّجنَ، وكان لهنّ آلاف الأولاد، مثل "ليليان تراشر" التي كان لها ملجأ بأسيوط، به أكثر من ألف طفل، يقولون لها يا ماما.
والكاهن في الكنيسة عنده أبوّة لكلّ أولاده، رغم أنّه ربّما لا يكون له أبناء بالجسد.
س: سمعتُ أنّ البعض يقول: أنّ الله تزوّج العذراء وأنجب منها المسيح الابن..!
ج: هذا كُفر. لأنّ الله روح، وحاشا لله الزواج الجسدي، ولكن هذا الكلام يدلّ على عدم فهم معنى الأبوّة الإلهيّة.
س: إذًا لماذا نُسَمِّي كلمة الله ابنًا؟
ج: لأنّ الكلمة مولود من الله الآب قبل الدهور، فالكلمة ابن مولود من الآب. كما نقول مثلاً: فلان يتكلّم ببنت شفتيه، أو نقول ابن النيل أو بنت الشاطئ... إلخ.
س: إذًا الله لم يَلِد ولم يولَد ولادة جسديّة.. وأنّ الله واحد؟
ج: الإنسان الذي يقول أنّ الآب وَلَد ولادة جسديّة هو إنسان كافر.
س: إذا ممكن أن نقول: بسم الله وكلمته وروحه القدّوس = بسم الآب والابن والروح القدس. إله واحد آمين؟
ج: هذا حقّ.
س: هل ممكن أن يكون الآب والابن إله واحد؟
ج: هذا أمر بسيط جدًّا، لأنّ كلّ أب في هذا الوجود هو ابن (في نفس الوقت) لأبيه. فإذا فرضنا إنسانًا اسمه جرجس يوسف سعد، فيوسف يكون أبًا لجرجس وكذلك يوسف يكون ابنًا لسعد في ذات الوقت.
فأيّ إنسان هو أب وابن في ذات الوقت.. وهذا الأمر يُدرِكه الطفل والشيخ والجاهل والعالِم. فلماذا لا يقدر الإنسان أن يدرك هذا الأمر بالنسبة لله؟
من أجل ذلك قال السيّد المسيح له المجد: "أحمدك أيّها الآب ربّ السماء والأرض، لأنّك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال" (لو10: 21).
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد أكتوبر ونوفمبر 1977م)
+ + +
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.
القمص يوحنا نصيف