( 1815- 1885 )
إعداد/ ماجد كامل
يعتبر العالم الكبير محمود الفلكي ( 1815- 1885 ) واحدا من أهم رواد علم الفلك الحديث في مصر ، أما عن محمود الفلكي نفسه فأسمه بالكامل " محمود حمدي الفلكي " ولد عام 1815 باحدي قري محافظة الغربية ، وتلقي تعليمه الأولي في كتاب القرية ، وفي العاشرة من عمره أخذه شقيقه الأكبر معه إلي الإسكندرية حيث التحق بالمدرسة لتلقي تعلميه الابتدائي ، وفي عام 1824 التحق بمدرسة الترسانة البحرية ، وتخرج فيها عام 1833 برتبة البلوك أمين .
والتحق بعد ذلك بمدرسة المهندسخانة ، وتخرج فيها عام 1839 وكان الأول علي دفعته ، فعمل بالتدريس في المدرسة ، ثم زكاه علي باشا مبارك ( 1822- 1893 ) ببعثة إلي فرنسا لدراسة علوم الرياضيات والفلك عام 1850 ، فأتقن اللغة الفرنسية ، وفي فرنسا أبهر العالم الغربي بتفوقه الواضح وحاز علي الشهادة بأعلي تقدير ، فقام بعدها بزيارة العديد من العواصم الأوربية . وبعد عودته إلي مصر ، الحق محمد علي مرصدا فلكيا بالمهندسخانة ، وكلف محمود الفلكي بإدارته . كما طلب منه تحديد المساحات المنزرعة من الأرض لتحديد خراجها ، فأستطاع أن يعين خطوط الطول ودوائر العرض لنحو ثلاثين نقطة في الدلتا والوجه القبلي ، كما قام بقياس المساحات المنزرعة علي أسس علمية لأول مرة في مصر . ولقد انتخب عضوا في المجمع العلمي المصري الذي أسسه نابليون بونابرت ( 1769- 1821 ) أثناء الحملة الفرنسية علي مصر ، كما أنتخب وكيلا للجمعية الجغرافية المصرية ثم رئيسا لها بعد ذلك . ولقد قام أثناء حياته بالعديد من الاعمال الهامة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-
1- أشرف علي المرصد الفلكي بعد نقله من بولاق إلي العباسية .
2- كما قام برسم خريطة طبوغرافية للقطر المصري بتكليف من الحكومة المصرية أستغرقت عشر سنوات
3- في عام 1860 كلف بناء علي طلب من بعض علماء اوربا والخديوي سعيد برصد كسوف الشمس وتسجيله ، كما كتب بحثا بعنوان ( في التنبؤ عن مقدار فيضان النيل قبل فيضانه ) بعد أن قام بجمع بيانات عن فيضان النيل من عام 1825 حتي عام 1864 م . وقد أصبح بحثه هذا مرجعا أساسيا لتقديرات النيل في مصر .
4- انتخب محمود الفلكي في المجلس العالمي الذي تم تشكيله في عهد وزارة شريف باشا
5- أناب عن الحكومة المصرية في المؤتمر الجغرافي الذي عقد في مدينة البندقية عام 1881 م .
6- قام بعمل بحث عن مدينة الإسكندرية وضع خلاله خرائط لمعالمها القديمة حيث نقب في حفائرها ليصبح بذلك أول مصري ينقب عن آثار الإسكندرية وموقع سورها القديم وقصورها ومتاحفها ومكتبتها القديمة .
7- يعتبر الفلكي اول عالم يضع أول دراسة علمية يخطط فيها لمعالم الإسكندرية القديمة بناء علي ما اكتشفه في أعمال الحفر والتنقيب ، وقد أطلق أسمه علي شارع بمدينة الإسكندرية تقديرا لأعماله الجليلة .
8- عمل وزيرا للأشغال في وزارة محمود سامي البارودي عام 1882 ، ثم عين وكيلا لنظارة المعارف في وزارة شريف باشا خلال الفترة من عام ( 1882- 1884 ) .
ولقد أستمر في العمل والانتاج حتي توفي في 19 يوليو 1885 عن عمر يناهز 70 عاما .
ولقد أثري العالم الكبير المكتبة الفلكية بالعديد من الكتب نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-
1-بيان بالمزايا التي تترتب علي إنشاء مرصد فلكي للحوادث الجوية .
2-التقويم العربي قبل الإسلام ، طبع بمطابع بولاق .
3-التقاويم الإسرائيلية ، طبع في بروكسل سنة 1855م .
4-التنبؤ بمقدار فيضان النيل قبل فيضانه .
5-الحالة الحاضرة للمواد المغناطسية الأرضية في باريس قدمت للمجمع العلمي الفرنسي سنة 1856 م .
6-حساب التفاضل والتكامل ( طبع في بولاق ) .
7-شدة المجال المغنطيسي في بلجيكا وألمانيا وفرنسا نشر بالمجلة الآسيوية سنة 1859 م .
8-عمر الأهرام والغرض من بنائها ، نشر بالمطبعة المصرية الفرنسية سنة 1861م .
9-الكسوف الكلي للشمس في دنقلة ، طبع بباريس سنة 1861م .
10-مشابهة كان الناقصة للفعل الفرنسي Avoir ، نشر يالمجلة الأسيوية سنة 1861 م .
11-المقاييس والمكاييل ،طبعت في كوبنهاجن سنة 1873 م .
12-نبذة مختصرة في تعيين عروض البلاد وأطوالها ، مخطوط بدار الكتب المصرية .
13-نتائج الأفهام في تقويم العرب قبل الإسلام ، نشرت بالمجلة الاسيوية سنة 1858 م .
14- وصف مدينة الإسكندرية القديمة وضواحيها ، طبعت في كوبنهاجن سنة 1872م .
ولقد كتب العالم الجغرافي " فتحي أبو عيانة " مقالا هاما عنه نشر في موقع العربي بعنوان " محمود الفلكي وخريطة الإسكندرية القديمة " ذكر فيه اكتشافاته عن مدينة الإسكندرية في كتاب طبع في كوبنهاجن عام 1872م ، وترجمه إلي اللغة العربية حفيده السفير محمود صالح الفلكي ، ونشر وطبع عن طريق الهيئة المحلية لرعاية الفنون والآداب والعلوم الإجتماعية بالإسكندرية عام 1967 .ثم أعادت مكتبة الإسكندرية طباعته عام 2019 . حيث كشف فيه عن الإسكندرية أنها كانت تتكون من سبعة شوارع تمتد من الشمال إلي الجنوب ، وكل هذه الشوارع مرصوفة بالبازلت الأسود ، وكان يحيط بالمدينة سور عظيم ذو أبراج عالية وحصون ، وأبواب كثيرة أبرزها باب الشمس في الشرق وباب القمر في الغرب ، وكان هذان البابان يمثلان نهاية شارع كانوب الرئيسي ، وقد بلغ طول السور حوالي 15 كيلو متر . وقد بني هذا السور لغرض حماية المدينة من العدوان الخارجي ، والأرجح أنه بني في عهد الإسكندر الاكبر ، ثم أتمه البطالمة وزاد عليه تحصين الرومان بعد ذلك . ( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- فتحي أبو عيانة :- محمود الفلكي وخريطة الإسكندرية القديمة ، موقع العربي ،
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-جورجي زيدان :- تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر ، الفصل الثاني والعشرون ، موقع هنداوي .
2-آرثر جولد شميث ( الأبن ) :- قاموس تراجم مصر الحديثة ،ترجمة وتحقيق عبد الوهاب بكر ، المجلس الأعلي للثقافة ، المركز القومي للترجمة ، الطبعة الأولي ، 2003 ، الصفحات من ( 540 – 542 ) .
3-صلاح حسن رشيد :- قاموس الثقافة المصرية في العصر الحديث 1798- 2020 ، مكتبة الآداب ، 2020 ، صفحتي 539 و540 .
4-فتحي أبو عيانة :- محمود الفلكي وخريطة الإسكندرية القديمة
5-ماهر حسن :- " زي النهاردة " ..... وفاة محمود الفلكي ، موقع المصري اليوم ، 19 يوليو 2022 .
6-فتحي أبو عيانة :- محمود الفلكي وخريطة الإسكندرية القديمة ، موقع العربي ، العدد رقم 768 .