زهير دعيم
 
أطعناك يا سيّد  ونطيعك،  ونعشق وصاياك الجميلة العابقة بشذا المحبّة والغُفران .. 
 ولكن وصل السّيْل الزُّبى ، وما عاد في قوس صبرنا من مُنزِع .
ثخنوها ...  ثخنوها وأكثر 
قبل أيام وأسابيع في طبريا وكفرناحوم و... 
وقبل امس  وأمس في كنيسة مار الياس في حيفا ، يدخل خلسة  بين فترة وأخرى – وبوقاحة- شباب متدينون من اليهود ويصلّون وكأنّها كنيس قائلين لمن يسأل : انهم يبحثون عن قبر النبيّ اليشع الذي خلف النبي إيليا ..
 وكذا الامر في اورشليم القدس مرّات ومرّات ، الى أن جاء ضحى اليوم الأربعاء حين اعترضت مراقبة امنيّة يهودية كاهنًا المانيًا كبيرًا يرافق وزيرة التربية والتعليم الألمانيّة ، اعترضته في مدخل حائط المبكى وأمام دهشة الوزيرة - التي صرّحت لاحقًا إنه تصرّف غريب ومُستهجَن-  اعترضتهما  قائلة للكاهن  : 
 إنّها سياسة جديدة !– وربما تقصد سياسة بن غفيريّة- ، فصليبك يا هذا كبير وأنت في مكان مُقدّس لليهود وهو يستفزّ الحضور ، فعليك أن تخفيَه !
فقال لها الكاهن بهدوء  – وسط دهشة الوزيرة- لا استفزّ احدًا ، فالصليب الذي ألبسه وحجمه هو من خلال رتبتي الكهنوتيّة .

...ثخنّوها يا سيّد .. 
اننّا كما عهدك بنا ،ننسى ونغفر ونسامح ولكن الى متى .. 
تخيّلوا معي لو أن رابي يهودي مرّ بجانب كنيسة في المانيا فاعترضته مراقبة المانية طالبة منه خلع قبعته  " الكيبَه  " فهي تستفزّ المؤمنين المسيحيين ، ماذا سيحصل يا تُرى ؟! 
 لا تُغلّبوا أنفسكم ، أنا  سأقول لكم : ستقوم الدُّنيا ولن تقعد ، وسيتفرّغ الإعلام الإسرائيلي للقضية تفرّغًا تامًّا وسيتواصل نتنياهو مع السفير الألماني  وربّما مع المُستشار الألمانيّ ، وسيصرخ الحريديم والفريسيون اليهود : نازية ، عنصرية ، لا إنسانية ... 
 خبر صاعق مرّت عليه القنوات 12 و13 و14 كما على غيره من الاعتداءات مرّ الكرام – هذا إن مرّت أصلًا – مرّت عليه وكأنّه خبر هامشيّ .
 ضقنا ذَرعًا ... " شبعنا  " من الاعتداءات وليس هناك من السُّلطة الحاكمة أو الشّرطة مَنْ يُحرّك ساكنًا .
 كان بكم اخوتنا اليهود - وأنتم قد ذقتم الأمرّيْن – ان تراعوا مشاعر الغير ومعتقدات الغير ، مع أنّ المسيحيّة هي تكميل وكمال  لليهودية  .
  نعم ثخّنوها يا سيّد ومع هذا نصرخ معك بمحبة :
" يا أبتاه ، اغفرْ لهم ، لأنّهم لا يعلمونّ ماذا يفعلون "