كتب - محرر الاقباط متحدون 
ترأس المطران كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، قداس اليوم الرابع من أسبوع الاحتفال، بعيد القديس مار شربل، الذي خصتته الكنيسة المارونية بمصر، بقيادة سيادة المطران جورج شيحان، وذلك بكاتدرائية القديس يوسف المارونية، بالظاهر.
 
وتحدث سيادة المطران في كلمة العظة عن "القدّيس شربل أمينٌ لنذوره الرهبانيّة". تعرّف لوراتي بالقدّيس شربل حين زار لبنان مؤخّرًا. صعد الجبل وكان الثلج يغطّي الدير في عنّايا والمكان يعجّ بالناس.
 
وكانت أوّل مفاجأةٍ بانتظاره، إذ لمَسَ لَمْسَ اليد كم أنّ هذا القدّيس محبوبٌ من العالم كلّه، وكم هو يعمل في النفوس ويقوم بشفاءاتٍ ومعجزاتٍ لا تحصى.
 
وأضاف المطران كلاوديو، تجدون في كاتدرائيّة الإسكندريّة اللاتينيّة تمثالًا وذخيرةً لمار شربل"، ثمّ أضاف: "أثّر بي هذا الأمر، لم يكن شربل معروفًا في البداية، إنّما خرج للعالم بعد موته، حين انبثق النور من قبره، وهذا يذكّرني يإنجيل يوحنّا حين يقول يسوع: "إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ".
 
القدّيس شربل أضحى معروفًا بعد مماته وأتى بالثمر الوفير، ثم بعدها النائب الرسوليّ الحياة الرهبانيّة قائلًا: بأنّها حياةٌ مكرّسةٌ في خدمة الكنيسة. الحياة الرهبانيّة تستند على ثلاثة نذور، الطهر العفّة والطاعة. عيش الفقر يعني العيش بحريّة، فلا تمتلك الأشياءُ الماديّة الإنسان، بل هو الذي يسيطر عليها. 
 
إنّ ما نملك يجب أن يكون للخير ولبناء ملكوت الله. أمّا بالنسبة للعفّة فهذا يعني أن نعرف كيف نحبّ الآخر دون أن نمتلكه أو نستخدمه لمصلحةٍ خاصّة، والعفّة تساعد على العيش في خدمة ملكوت الله. 
 
أمّا الطاعة فهي طاعة المسؤول والقبول بالعيش مع أشخاصٍ لم يختارهم الراهب، إنّ عيش الطاعة يعني اختبار الحرّيّة. في عمر ٤٧ سنة طلب القدّيس شربل من رئيس الدير أن يأذن له أن يكمل مسيرته مع الربّ باعتناقه حياة التنسّك، وكان له ذلك. 
 
حياة القدّيس شربل كانت كلّها لله، لقد عاش حياته الرهبانيّة بشكلٍ كامل. فلنأخذهُ صديقًا لنا يشفي جراحاتنا ويؤازرنا حتّى نكون نحن أيضًا كلّنا لله. 
 
وفي الختام، قدّم سيادة المطران جورج شيحان، صورة القدّيس شربل تذكارًا للمطران لوراتي، تقديرًا لجهوده الكثيرة وعربون صداقةٍ ومحبّةٍ أخويّة.