حمدى رزق
«كايروكى» فرقة روك مصرية تغنى بالعربية باللهجة المصرية، لكايروكى أغنية شهيرة بعنوان «الكيف» تقول كلماتها:
بمناسبة «الكيف».. أرقام صادمة من شعبة الدخان والسجائر تقول إن المصريين يستهلكون ٤ مليارات علبة سجائر سنويًّا، ما يؤكد أنهم يدخنون ٨٥ مليار سيجارة سنويًّا، بمعدل ٢٨٠ مليون سيجارة يوميًّا.
معدل إنفاق المصريين على السجائر والدخان بلغ نحو 55 مليار جنيه خلال أول ٩ أشهر من العام المالى الحالى، فى الفترة حتى نهاية مارس الماضى ٢٠٢٣ (وفق أحدث بيانات رسمية).
الأرقام أعلاه تؤشر على أن السجائر، (ناهيك عن المعسل)، ليست سلعة ترفيهية، ورغم التحذيرات الصحية بصور مخيفة على علب السجائر، المصريون لا يعيرونها اهتمامًا، الكيف يحكم، ويذل، إذا جاز التعبير.
سوق بهذا الحجم المليارى لا تُترك هكذا نهبًا موزعًا بين منتجى وتجار السجائر، تخيل يصدر بيان بزيادات أسعار السجائر ظهرًا، فتختفى السجائر من الأسواق تمهيدًا لرفع الأسعار، تلغى الزيادة قبل أن يجف مدادها، لا تعرف لماذا تقررت الزيادة، ومَن قررها، وبالضرورة مَن ألغاها، ثم بعدها بيومين ثلاثة (أمس) تزيد من ثلاثة إلى ٥ جنيهات وهكذا دواليك الثابت أن الأسعار ارتفعت، بل انفلتت تمامًا دون حسيب من جهاز حماية المستهلك!.
ما يحدث فى سوق السجائر أقل ما يوصف به أنه فوضى سعرية، ورغم أن الأسعار محددة سلفًا من المصنع، والزيادات مقننة ومعلنة، فإن السوق تعمها الفوضى، والزيادات العشوائية من قِبَل التجار خرقت سقوف الأسعار باعترافات مسؤولى شعبة الدخان والمعسل. أنقل نموذجًا للفوضى، على لسان «إبراهيم إمبابى»، رئيس شعبة الدخان والمعسل: «أقل سعر لعلبة السجائر تصل للمستهلك يبلغ ٢٤ جنيهًا وتباع بـ٤٥ جنيهًا، رغم أن أسعار السجائر مكتوبة على العلبة، ولكن بالباركود».(برنامج على مسؤوليتى).
تخيل الفارق السعرى، ٢١ جنيهًا فى العلبة من السجائر الرخيصة (الشعبية)، فما بالك بأسعار السجائر الأجنبية، وكأنهم يعاقبون المدخنين على شرب السجائر، فضلًا عن المعسل، والمعسل قصة أخرى، لم يرتق إلى ضوابط التسعير المعلنة!.
سوق المعسل لا ضابط ولا رابط ولا حتى علامات تجارية معتمدة، كرتونة المعسل (السلوم) زادت نحو ٤٠٠ جنيه قفزة واحدة قبل شهور دون حتى إعلان من الشركة المنتجة، حجر المعسل بكام النهارده؟!.
لطيف حكاية السعر على «الباركود»، يا عينى على التحول الرقمى، تخيل مواطن خرمان يذهب لشراء علبة سجائر يطلب من البائع فى الكشك ع الناصية التحقق من السعر بالباركود، صدقنى هينط فى كرشه!!. طول عمر السجائر، مثل البنزين والعيش، أسعارها مقننة، ولا مجال لزيادتها إلا بإعلان رسمى نظمى، فوضى أسعار السجائر ضاربة، علبة السجائر بأكثر من سعر فى الشارع الواحد، سعر بالنهار وسعر بالليل!.
قبل لوم التجار الجشعين، مستوجب لوم المدخنين، لو قلص كل مدخن استهلاكه من السجائر إلى حدوده الدنيا، بدلًا من العلبتين علبة، والعلبة على يومين، يكسب صحة، ويوفر فلوس للعيش والغموس، نكسب الجولة فى مواجهة «تجار الأرنص» الذين يُسلِّعون الدخان.. توحشوا، والأرباح بالملايين من صحة المصريين!!.
نقلا عن المصرى اليوم