نحن بالتأكيد لسنا ملزمين بكل ما قيل فى قمة الإعلام الرياضى والترفيه التى استضافتها مدينة لوس أنجلوس فى فندق وست هوليوود منذ أيام.. لكن ليس هناك ما يمنع من الالتفات لما يقوله خبراء وأساتذة الإعلام الرياضى ومسؤولو أكبر وأشهر وأهم الشبكات والقنوات التليفزيونية فى العالم.. وأهم مما قاله هؤلاء فى قمتهم هو أن الإعلام أصبح صناعة تتغير قواعدها وحساباتها بمعدلات سريعة للغاية.
ولم يعد العالم حولنا يعرف أو يعترف أو يقبل إعلاما لا تتغير وتتجدد أفكاره ورؤاه سنين طويلة.. وأهم ما قيل فى تلك القمة الأمريكية كان أن الرياضة باتت هى مجال الترفيه الأكثر ازدهارا وانتشارا ونموا فى العالم كله كما أكدت روزالين ديورانت مديرة البرمجة والمحتوى بشبكة إسبن.. وبالتالى فإن خسارة أى مشروع إعلامى رياضى الآن سببها خطأ من يديرونه وليست أخطاء الرياضة أو الإعلام أو المشاهدين.
وقيل أيضا إن المشاهد فى عالم اليوم سواء فى دولة غنية أو فقيرة وفى عالم أول أو ثالث لم يعد مضطرا للفرجة على ما لا يعجبه أو يقنعه أو يغريه بالمتابعة.. وقال جون كروز، مدير الرياضة فى يوتيوب العالمية، إن المشاهد اليوم أصبح من حقه اختيار ما يشاهده والوسيلة التى لن تحقق له ذلك فلن يتابعها وسيجد عشرات البدائل متاحة وممكنة طول الوقت.
وليس القصد أن المشاهدين هم الذين سيديرون الإعلام الرياضى باختياراتهم وأهوائهم.. إنما كان كروز وآخرون كثيرون فى تلك القمة يقصدون أن الأجيال الجديدة باتت أسرع فى الإحساس بالملل والشكوى من التكرار والاعتياد ولم تعد هذه الأجيال تنتظر برامج عبر التليفزيون التقليدى بنفس القضايا والملفات التى لا تتغير فى جوهرها إنما تحتاج هذه الأجيال وتفتش عن إعلام يفاجئها طول الوقت برؤية مختلفة شكلا ومضمونا وتناول غير معتاد أو غير متوقع.
وناقشت جلسة أخرى فى تلك القمة قضية البث المباشر لمختلف المباريات والمسابقات والبطولات باعتبار ذلك هو جوهر وأساس أى إعلام رياضى.. لكن إلى جانب ذلك ناقشت نفس تلك الجلسة ما يمكن أن يقدمه هذا الإعلام الرياضى فى الأوقات التى تخلو من البث المباشر.. وقالت فارا ليف الخبيرة الإعلامية الرياضية إن الدراما الرياضية بإمكانها منافسة البث المباشر حين يجرى تقديم الجوانب الأخرى من حياة الرياضيين وكيف يعيشون وعلاقاتهم مع عائلاتهم وأصدقائهم.
وأضافت فارا أيضا أن الرياضة هى فى الحقيقة دراما شديدة الثراء والتنوع.. وفى حكاياتها النجاح والفشل والانتصار والخسارة والأحلام والإحباطات والحياة قبل الشهرة والفقر قبل الغنى.. وسهل أن يتحول كل ذلك إلى صورة رياضية جاذبة ومختلفة وممتعة أيضا.
ووافق كثيرون على ما طرحته فارا من أفكار وأضافوا فى جلسات وكلمات تالية أنه جاء الوقت الذى لابد فيه من الاندماج بين الرياضة والترفيه.. فهذه هى الخطوة التالية المهمة والضرورية للغاية لتمنح مشاهد الرياضة حق الاستمتاع بما يشاهده ويتابعه ولا يضطر للفرجة فقط ليعرف.. ويشعر بالجهد المبذول من أجل أن يعرف ويستمتع أيضا.
نقلا غن المصرى اليوم