كريم كمال
منذ أن تم الإعلان عن إقامة حفل لمغني الراب العالمي ترافيس سكوت تحت سفح الأهرامات، نشط البعض على وسائل التواصل الاجتماعي لإلغاء الحفل تحت دعوى أن هذا المطرب ينشر الماسونية ويقوم بطقوس شيطانية خلال الحفلات، وأشار البعض إلى أنه اختار منطقة الأهرامات بالذات من أجل إقامة هذه الطقوس على الشباب وتقديم البعض منهم كقرابين، مستشهدين بحادث حصل في إحدي حفلات المطرب أدى إلى وفاة بعض الأشخاص، ما دفع نقابه الموسيقيين إلى الإعلان عن إلغاء التصريح الممنوح للحفل رغم عدم الإعلان رسميا حتى الآن عن إلغاء الحفل.
تسلسل الأحداث منذ الإعلان عن الحفل حتى الآن يوكد أن ثقافة الجهل تحاول فرض نفسها على المجتمع المصري المتحضر المتدين المثقف الواعي المتذوق للفنون، من خلال أبواق على وسائل التواصل الاجتماعي، بعضها يسيطر عليها ثقافة الجهل والبعض الآخر لها أهداف خافية، أهمها ضرب السياحة التي بدأت تزدهر وتحقق مليارات للدخل القومي المصري، ومن ضمنها إقامة الحفلات العالمية للمطربين والفنانين أصحاب الجماهيرية على مستوى العالم، حيث تجذب تلك الحفلات قطاعا كبيرا من السياح يأتي إلى مصر خصيصًا لحضور تلك الحفلات، وقد نجحت دولة الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية في ذلك وحققت هذه الحفلات طفرة سياحية كبيرة في الدولتين.
لذلك يجب عدم الخضوع لثقافة الجهل والمغرضين الذين هدفهم تدمير السياحة والإساءة لصورة مصر على المستوي العالمي، من خلال نشر أكاذيب سواء عن جهل عمد عن أي حدث فني أو ثقافي عالمي يقام على أرض مصر.
بالرجوع عن الحديث عن حفل مغني الراب العالمي ترافيس سكوت نجد تركيز هولاء على وسائل التواصل الاجتماعي على أمرين، الأول أن المغني يستغل الحفلات للدعوة للماسونية، وهذا الكلام في الحقيقة مضحك لأن من يكتب هذا الكلام لا يعرف شيئًا عن الماسونية أو البنائين الأحرار، وكل المعلومات التي يكتبها هولاء يكون مصدرها بعض المواقع على شبكة الإنترنت دون التحري عن مصداقيتها.
والثاني أن مغني الراب سوف يقيم بعض الطقوس السحرية خلال هذا الحفل من أجل إخضاع هولاء الشباب لعبادة الشيطان وتقديم بعض الشباب قرابين، حيث استشهد البعض بالحادث الذي حصل في إحدى الحفلات وظهور بوابة كبيرة على شكل جمجمة يدخل منها الحضور.
وبقراءة متعمقة للحفلات السابقة لمغني الراب، سوف نجد أن من ضمن مئات الحفلات التي أقامها حدثت وفيات في إحدى الحفلات نتيجة الزحام الشديد والتدافع وتم فتح تحقيق ولم يتم توجيه أي تهمة للمطرب لأن الحادث كان حادثا عابرا من الممكن أن يحدث في أي حفلة فيها زحام، والموضوع لا يوجد فيه تقديم قرابين أو أي خرافة مما يتحدث عنها البعض، أما بخصوص وجود جماجم في الحفلات فهذا منتشر في كل حفلات الشباب حتي التي يقيمها مطربون مصريون من أجل الروشنة فقط وليس لها هدف آخر.
الشباب اليوم يتعامل مع شبكة الإنترنت طوال الوقت، ومن يريد جذب الشباب إلى الماسونية أو إلى عبادة الشيطان، سوف يجذبهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ولن ينتظر حفلة يحضرها بضعة آلاف لا يمثل عددهم شيئًا من عدد الشعب المصري.
الحفاظ على قيم المجتمع المصري والشباب المصري قضية أمن قومي، والدولة المصرية وأجهزتها اليقظة تعمل على ذلك طول الوقت، ونحن نثق فيها كل الثقة، لذلك يجب عدم المزايدة علي الدولة المصرية الحريصة على أبنائها والخضوع لابتزاز البعض الذين هدفهم تشويه أي حدث عالمي يقام على أرض مصر دون دليل حقيقي، سواءً ذلك عن عمد أو جهل لأن مصر دولة كبيرة وقادرة على حماية أبنائها وقيمها وأخلاقها ولا تنتظر الوصاية من أحد؛ لذلك أتمنى أن يقام الحفل الذي تم التسويق له عالميًا مع وضع كل الضوابط والرقابة على الحفل لدحض الأوهام حول الحفل لأن إلغاء الحفل يعني الخضوع لابتزازات البعض التي سوف تتكرر مع كل حدث عالمي يقام على أرض مصر إذا لم تكن هناك وقفة صارمة مع ذلك.
نقلا عن الدستور