ياسر أيوب
في أقل من أسبوع، قدمنا الوردة ثم السكين لبطلة الغطس المصرية مها عامر.. الوردة كانت حين فازت مها عامر بالمركز الخامس لغطس المتر من سلم متحرك في بطولة العالم الحالية للألعاب المائية التي تستضيفها مدينة فوكوكا اليابانية.

وكانت الوردة هي تهنئة أشرف صبحى وزير الرياضة، وياسر إدريس رئيس اتحاد السباحة، وبسببها التفت كثيرون فجأة لـ«مها» باعتبارها اللاعبة التي هنأها الوزير ورئيس الاتحاد.. أما السكين فكان التجاهل والإهمال، لأن مها لم تحقق نفس النجاح في المسابقة الثانية أو غطس الثلاثة أمتار.. وكأن المطلوب فقط من الإعلام هو الاحتفال بالأبطال عند الفوز ونسيانهم تمامًا حين لا يأتى الانتصار.

مع أن اللاعبين قد يكونون في حاجة للانتباه والاهتمام عند الخسارة أكثر من احتياجهم عند الانتصار.. أو هذا ما تعلمناه من الصحافة الأمريكية والأوروبية واليابانية أيضا. ففى كل بطولة تنس كبرى فازت بها اليابانية ناومى أوساكا كانت مجلة «تايم» الأمريكية تكتفى بخبر وصورة.. لكن حين خسرت وفشلت أوساكا، منحتها المجلة العالمية الشهيرة غلافها الكامل، وسمحت لها بكتابة مقال تشرح فيه لماذا تعبت وخافت وارتبكت وخسرت.

وتكررت هذه الحكاية مع لاعبة الجمباز الأمريكية سيمون بايلز ولاعبة التنس الإنجليزية إيما رادوكانو وكثيرات غيرهن. وأعرف أن مها عامر لم تصبح بعدْ بطلة عالمية، لكننى في المقابل أعرف الكثير عن بطولات ونجاحات بطلة غطس مصرية في الرابعة والعشرين من عمرها نالت منحة للدراسة الجامعية في أركانساس في الولايات المتحدة.. وبرعاية وإشراف بريان جولولى بطل الغطس الأمريكى السابق ومدربها في الجامعة.

تألقت مها وفازت بكثير من البطولات، وتصدّرت العام الماضى قائمة أفضل لاعبات الغطس في الجامعات الأمريكية.. وحين احتفل الاتحاد الدولى للسباحة في 20 فبراير 2020 بيوم الغطس العالمى، كانت مها هي صاحبة المركز الـ 16 عالميا.. وتقدمت بعد ثلاث سنوات لتصبح الخامسة عالميا؛ أي أنها برعاية جامعتها الأمريكية واهتمام اتحاد السباحة المصرى واصلت التطور والتقدم.

وسبق أن احتفلت بها جامعتها الأمريكية احترامًا، لأنها مع بطولاتها الرياضية واصلت بنجاح وتفوق دراستها الأكاديمية، حيث نالت شهادة البكالوريوس في الصحة العامة والاقتصاد، ثم الماجستير من جامعة فلوريدا في إدارة الأعمال، وتواصل الآن الدراسة لتنال من نفس الجامعة ماجستير العلوم الطبية.. ولا أعرف السبب المباشر أو الحقيقى لعدم تحقيق مها في سباق غطس الثلاثة أمتار نفس النجاح الذي حققته في غطس المتر.

لكنه ليس من الصواب أن يتحول ذلك إلى سكين نغرسه بمنتهى القسوة والبرود في ظهر مها عامر أو قلبها.. فهى بطلة غطس حقيقية وناجحة، لا تزال لها أحلامها وطموحاتها، ويجب المحافظة عليها وأن نتخلص من إحدى عاداتنا القديمة وهى إهالة التراب عند الخطأ والإخفاق وتجاهل كل ما تحقق من بطولات ونجاحات.

ونستطيع باهتمامنا الحقيقى والصادق ورعاية وزارة الرياضة واتحاد السباحة لها أن نجعل مها لا تكتفى مستقبلا بالمركز الخامس عالميا، رغم أنه مهم وجميل، بل ندفعها لتحلم بما هو أكبر وأجمل من ذلك.
نقلا عن المصرى اليوم