ياسر أيوب
لا أعرف ما هى الحسابات التى استند إليها مسئولو نادى باريس سان جيرمان وهم يقدمون عرضا للنجم الكبير كيليان مبابى بالبقاء فى النادى عشر سنوات مقابل مليار يورو ..
ورغم الصخب الإعلامى الأوروبى الدائر منذ أول أمس حول رقم المليار يورو وتأكيد الأوربيين والأمريكيين على أنه أكبر عقد فى تاريخ الرياضة .. إلا أننى أختلف معهم ولا أرى المشكلة فى المليار يورو إنما هى فى العشر سنوات .. وبقليل من الهدوء والتمهل سندرك أن باريس سان جيرمان سيدفع لمبابى 100 مليون يورو فى السنة وهو رقم لم يعد ضخما وفقا للحسابات الكروية الحالية سواء فى أوروبا أو ميسى فى الولايات المتحدة أو رونالدو فى السعودية .. ولو أدرك الصحفيون هناك ذلك ما كانوا قد استسلموا لحيرتهم ودهشتهم من أن مبابى لم يقبل فورا هذا العرض ولم تضعف مقاومته أو تنهار إرادته أمام صفقة المليار يورو .. فالنجم الفرنسى الكبير لم تخطف عينيه رقم المليار إنما توقف فقط ليقارن بين مائة مليون يورو فى باريس سان جيرمان ورقم قد يقل عن ذلك فى ريال مدريد لكن مع بطولات أكثر ونجاحات أكبر ..
وأنا أصدق الذين تحدثوا عن حيرة مبابى بين البقاء فى باريس أو الرحيل إلى مدريد .. فهو بالتأكيد يريد المال لكنه أيضا يريد البطولات والألقاب التى لن يوفرها له النادى الباريسى .. ومن المؤكد أن القرار فى النهاية لن يكون قرار مبابى وحده .. لكنه بالتأكيد سيكون قرار فايزة العمارى أيضا .. فالصحافة الفرنسية كلما أثيرت قضية تخص مبابى كانت تطيل التوقف أمام فايزة أو المرأة الحديدية التى قادت ابنها مبابى لكل نجاحاته منذ بدأ مشواره الكروى .. فلم تكن فايزة إمرأة عادية ولم تكن حياتها سهلة منذ ولادتها فى بلدة بوندى قرب باريس ..
وكانت لاعبة كرة يد حين تزوجت من شاب كاميرونى يكبرها بثلاث سنوات اسمه ويلفريد مبابى .. وأنجب الإثنان مبابى وإيثان مع تبنى طفل ثالث اسمه جيريه .. وكانت أكبر أزماتها كزوجة هى الفقر لدرجة أن تؤكد أنها كانت لا تنام من فرط تراكم الديون ..
وأكبر أزماتها كأم كان استدعائها كل فترة لتسمع شكاوى الجميع من مبابى .. ورغم هذه الظروف استكملت فايزة دراسة الحقوق وأصبحت محامية .. وحين اكتشفت حب مبابى الصغير لكرة القدم وتأكدت من موهبته .. قامت برعايته وتهيئته بدنيا ونفسيا ليبدأ مشواره الحقيقى مع الكرة .. ولا تزال فايزة تدير حياته داخل أو خارج عالم كرة القدم سواء كمحامية أو أم لدرجة أن يؤكد الفرنسيون أنه لولا فايزة كان من الممكن ألا يكمل مبابى مشواره الكروى بهذا النجاح .. فقد انفصلت عن زوجها وتفرغت لرعاية مبابى وإدارة حياته وأمواله ..
ولا أزال أؤكد أن المشكلة الحقيقية فى هذا العرض هو أن باريس سان جيرمان وفقا لهذا العرض سيبقى يدفع هذا الرقم كل سنة دون ضمانات لأن يبقى مبابى هو نفسه مبابى الآن بعد ثلاث أو خمس أو سبع سنوات.
نقلا عن المصري اليوم