د.أمير فهمى زخاري المنيا
( الأقباط يزخرفون قبة الصخرة)  حين دانت فلسطين للسلطان صلاح الدين الأيوبى أرسل مجموعة من الصناع والفنانين الأقباط الى القدس ليجددوا قبة الصخرة وبعد أن جددوها زخرفوها بالنقوش البديعة ثم لونوها باللون الفيروزى المموه بماء الذهب ولا يزال جمال هذه القبة ينطق بدقة الفنان القبطى وحسن ذوقه الذى توارثه من أجدادته الفراعنة وأحتفظ به فى أعماق نفسة يبرزه كلما سمحت له الفرصة........

( تهجير ١٨٠٠ فنان قبطى  الى تركيا )                       حينما قرر السلطان التركى سليم الأول العودة إلى بلاده بعد أن هزم دولة المماليك الشراكسة سنة ١٥١٧ م أمر بترحيل المهره من الصناع والحرافيين والفنانين الى تركيا لينتفع هو بمهارتهم ومواهبهم فسير أمامه من الكتاب القبط المعلم بانوب كاتب الخزينة السلطانية والمعلم يوحنا الصغير والمعلم ابوالمكارم وغيرهم وكبار التجار وأرباب الصنائع مثل المهندسين والبنائين والنجارين والحدادين والمرخمين وصغار الفعلة وكان عدد من خرج زهاء ١٨٠٠ قبطى بل واكثر من ذلك جدآ بالأضافة الى الف جمل محملآ بروائع ما أبدع المصريون وذهب بكل ذلك إلى أسطنبول وأبطلت فى القاهرة وحدها أكثر من خمسين صنعة فكان ضرر كبير لسكان القاهرة ومن أهم الشخصيات التى سيقت إلى أسطنبول المعلم بركات كبير كتبة ديوان الملك الأشرف فقد أستطاع هذا القبطى أن يصل إلى مكانة مرموقة لدى السلطان لانه كان متضلعآ فى العلوم الهندسية والفلكية والرياضية إلى جانب درايته بالشئون المالية فلما رآه السلطان سليم الأول عند الأشرف أعجب بذكائه وبسعة مدراكه ومعارفه. وأمره بالذهاب معه الى القسطنطينية ( أسطنبول ) فأضطر إلى ترك بلاده وهناك وكل إليه السلطان تنظيم الأعمال المالية فى ديوانه فخدم تركيا بقية حياته ومن العحيب أن المصريين لجهلهم بتاريخهم درجوا على أن يعبرون عن أعجابهم بالعمل الفنى بقولهم دى صنعة أسطنبولى..

(      الأقباط والكعبة    ) حدث فى السنة الأولى لبابوية الأنبا مرقس السادس سنة ١٦٣٨ م أن نزل سيل جارف على مكة فهدم جدران الكعبة ولما كان لعمال الأقباط لهم الشهرة الواسعة فى الشرق فتم ارسال الفنانين الأقباط الى هناك لترميم الكعبة ويقول المؤرخون أن مصر لم ترسل عمالآ فقط وانما أنفقت أموالها أيضآ فى سبيل هذا الترميم فدفعت ما يساوى اليوم  (زمن كتابة المقال) ستة عشر الفآ من الجنيهات وكانت مصر فى فى ذلك العهد فقيرة يعيش فلاحوها على الكفاف رغم كدحهم النهار كله ولا يستطيعون حتى التعبير عن الامهم............

تحياتى للجميع.
د.أمير فهمى زخاري المنيا
----------------------------------------
المصادر:
- مقالة الاستاذ كرزويل الاثر القبطى على فن العمارة الإسلامى.
- التاريخ القبطى.
- كتاب أخبار مكة لمحمد بن عبدالله بن محمد الأرزقى.