محرر الأقباط متحدون
"أشكركنَّ على هذه الجهوزيّة، وهذا التوق لكي تبنينَ معًا فسحات إصغاء وإعلان للإنجيل، في كل مكان في العالم حيث أنتنَ حاضرات" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته إلى المشاركات في المجمع العام لراهبات القديس أنطونيو ماريا كلاريه المرسلات

استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم الاثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان المشاركات في المجمع العام لراهبات القديسة كلارا المرسلات وللمناسبة وجّه الأب الأقدس كلمة رحب بها بضيفاته وقال أعلم أنكنَّ قطعتنَّ شوطًا طويلاً للاستعداد لهذا الحدث، وأنكنَّ لم تفعلنَ ذلك بمفردكنَّ، وإنما برفقة أعضاء آخرين من عائلة القديس أنطونيو ماريا كلاريه وأشخاص آخرين تشاركنَ معهنَّ الحياة والرسالة.

تابع البابا فرنسيس يقول تذكرني مسيرتكنَّ بحدث عماوس. في قصة الإنجيل تلك، نرى تلميذين يسيران معًا، وفي لحظة معينة يقابلان شخصًا غريبًا، ويتحدثان معه ويدعوانه لتناول العشاء. عندما يكتشفان أن ذلك الحاج هو يسوع القائم من بين الأموات – وقد تنبّها لذلك عندما شعرا أن قلبيهما كانا يتّقدان في حضوره، وعندما شهدا على كلماته وأفعاله، عندما تقاسما الخبز والخمر ودخلا في شركة معه -؛ عندئذٍ لم يعد بإمكانهما إلا أن يخرجا لكي يعلناه، ممتلئَين بالفرح. يمكننا أن نرى في قصة عماوس العناصر الأساسية للمسيرة السينودسيّة التي نعيشها في الكنيسة: اللقاء والمشاركة والحوار والشركة والرسالة. وهذا ما تُردنَ أنتنَّ أيضًا أن تختبرنه وتقدِّمنَه بدءًا من خصوصية موهبتكنَّ، من خلال اتحادكنَّ في مسيرة الكنيسة الجامعة. أشكركنَّ على هذه الجهوزيّة، وهذا التوق لكي تبنينَ معًا فسحات إصغاء وإعلان للإنجيل، في كل مكان في العالم حيث أنتنَ حاضرات.

أضاف الأب الأقدس يقول أرغب في أن أسلِّط الضوء، انطلاقًا من اسم رهبانيتكنَّ، على ثلاث ملاحظات تميز دعوتكنَّ: أنتنَّ مريميات، ومرسلات وراهبات القديس أنطونيو ماريا كلاريه. أنتنَّ مريميات، يرافقكنَّ قلب مريم الطاهر، ويشير إلى قلب ابنها الأقدس ويقول لكُنَّ: "مهما قال لكم فافعلوه" (يوحنا ٢، ٥). كمرسلات، احملنَ رسالة يسوع أينما تمَّ إرسالكنَّ، بثقة مريم وحنانها، وجسِّدنَ كلمات الرب وتصرفاته لكي تجعلنَ ملكوت محبته حاضرًا في العالم. أنتنَّ أيضًا بنات القديس أنطونيو ماريا كلاريه؛ راعٍ قديس مُرسل ومؤسِّس يتشفَّع لكُنَّ وهو النموذج الذي يمكنكنَّ دائمًا أن تنظُرنَ إليه لكي تتعلَّمنَ كيفية تنمية علاقة بنويّة مع مريم، وشغف البشارة وشجاعة الرسالة.

تابع الحبر الأعظم يقول أيّتها الأخوات العزيزات، أدعوكنَّ لكي تُعمِّقنَ جذوركنَّ المواهبيّة باستمرار، في هذه الملاحظات الجماعية الثلاث التي تحدد هويتكنَّ؛ إنه الإرث الذي نلتُنَّه وأنتنَّ مدعوات لكي تنقلنَه إلى الذين هم من حولكنَّ، وتعدونهم بفرح الإنجيل. لا تخفنَ من عبور الحدود الجغرافية والوجودية، كما فعل الأب كلاريه، لكي يعرف الجميع محبّة قلب الله الفائضة. إنَّ الكنيسة وعالم اليوم هما بحاجة ماسة إلى الشهادة الصادقة والشجاعة لحياتكنَّ المكرسة.

وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول أصلي من أجل ثمار المجمع وأسألكنَّ ألا تنسَينَ أن تُصلِّينَ من أجلي. ليبارككنَّ يسوع ولتحفظكنَّ مريم الطاهرة.