محرر الأقباط متحدون
كانت ضرورة تذكُّر مرافقة الله لنا واستعداده لمد يديه لمساعدتنا على النهوض بعد السقطات محور تعليق للبابا فرنسيس على قصص وخبرات وتطلعات بعض الشباب وذلك عبر إذاعة الفاتيكان. وشجع الأب الأقدس الجميع على المشاركة في اليوم العالمي للشباب في برشلونة.
أصغى البابا فرنسيس إلى قصص وأفكار ومشاعر عدد من الشباب وعلَّق على هذه القصص وذلك في حلقة جديدة من مبادرة لإذاعة الفاتيكان بعنوان "بوبكاست". وجاء اختيار الشباب لمناسبة اليوم العالمي الشباب الذي سيبدأ بعد أيام في لشبونة البرتغالية. وأراد الأب الأقدس التأمل مع هؤلاء الشباب وتقديم النصح لهم بعد تَعرُّفه على خبراتهم وما يواجهون من مشاكل وعلى كيفية تعاملهم مع القلق وعدم الارتياح بأشكال قد تكون غير صحيحة في بعض الحالات. وشجع البابا فرنسيس الجميع على السير قدما، كما وأراد تذكيرهم بحضور الله مع الجميع دائما، وقال إن الرب يسير معنا دائما حتى وإن كنا خطأة، فهو يقترب منا كي يساعدنا ويحبنا كما نحن. وأضاف البابا فرنسيس في تعليقه على إحدى القصص أننا قد نتصرف بعند ولا نريد الإيمان بمحبة الله ما يجعلنا ننغلق على ذاتنا.
وفي تعليقه على سرد شابَين ما ارتكبا من أخطاء وما مارسا من عنف كرد فعل على أوضاع الفقر أو كنتيجة للكبت خلال فترة الجائحة، قال البابا فرنسيس إنه أصغى إلى هذه القصص الإنسانية وأضاف أنه قصد استخدام هذه الصفة، الإنسانية، لأن لكل شخص مسيرته التي قد نجد فيها النجاحات وأيضا الأخطاء. وانتقد الأب الأقدس التصنيف القاطع للأشخاص الذي يقوم به المجتمع في بعض الأحيان، وأكد في هذا السياق أن أصابع الاتهام الموجَّهة إلينا من المجتمع تُدمِّرنا. وكرر البابا هنا التأكيد على أن الله يسير معنا دائما وهو على استعداد ليمسك بيدنا وليساعدنا على أن ننهض مجدَّدا. كما ولفت قداسته الأنظار إلى أن الأخطاء لا تلغي الحياة بل غالبا ما تجعلنا نفكر ونتأمل كي نواصل السير، وهذا هو الأمر الضروري دائما للسير قدما، لا الانغلاق. وأضاف أن جميعنا بإمكاننا النهوض بعد السقطات، وشجع الشابَين على عدم التخوف من الحلم، فالأحلام هي بذور رجاء وقوة للتمكن من مواصلة السير.
هذا ونقلت شابة تعمل مع الفتية والفتيات في المدارس تَطلُّع الشباب إلى شفافية من قِبل الكنيسة وتماشيا أكبر لتصرفات المؤمنين مع رسالة يسوع، وأكدت في هذا السياق الاهتمام بالمسيرة السينودسية التي بدأتها الكنيسة بدعوة من البابا فرنسيس. وفي تعليقه قال الأب الأقدس إن الكنيسة تصبح كنيسة بالفعل حين تسير، لا عندما تنغلق على ذاتها. وأضاف أنه في كل المرات التي انغلقت فيها الكنيسة على الذات أدى هذا إلى أمور سيئة وأصبحت الكنيسة غير خصبة. وأراد قداسة البابا هنا العودة إلى يوم العنصرة حيث كان هناك الفوضى والتخبط وكان الرسل يتكلمون بلغات غير لغتهم إلا أنهم فهموا بعضهم بعضا لأن الروح ذاته كان مَن يجمعهم. وتحدث البابا بالتالي عن الرسالة التي قام بها التلاميذ وكيف توجهوا إلى العالم كرُسل للتعريف بهذه الأشياء الجميلة. وشدد قداسته على أن الرسل قد فهموا بعضهم بعضا يوم العنصرة بفضل الوحدة، وسلط الضوء على ضرورة السير معا على درب الوحدة في التنوع، وأوضح أن هذا يصبح ممكنا عند توافق الحياة مع رسالة الإنجيل. وأضاف الأب الأقدس أن مَن يعيش بشكل يختلف عن أسلوب الإنجيل بينما يقول إنه يتبع الإنجيل هو كاذب، وتوقف مجددا عن التنوع الذي هو عظمة الكنيسة.
هذا وعقب تعليقه على قصص الشباب أراد البابا فرنسيس تشجيعهم جميعا على التوجه إلى لشبونة للمشاركة في اليوم العالمي للشباب حتى وإن كان هناك تردد من قِبل البعض ربما لعدم شعورهم بالرغبة في ذلك أو لاختلاف أفكارهم. وأكد الأب الأقدس هنا ضرورة الإقدام والتجاسر لأن مَن لا يفعل هذا لا يسير إلى الأمام.
ومن الطريف أنه وعقب حديث البابا فرنسيس إلى إذاعة الفاتيكان تم إطلاع قداسته على تساؤل أحد الأطفال إن كان من الممكن تنظيم يوم عالمي للأطفال مثل اليوم العالمي للشباب. وأبدى الأب الأقدس إعجابه بهذه الفكرة مضيفا إنه من المحبَّب أن ندعو الأجداد إلى تنظيم مثل هذا اليوم، ووعد بأنه سيفكر في هذا الأمر. وختم سائلا الطفل أن ينقل التحية إلى أجداده.