ياسر أيوب
إذا كنا ننوى التقدم بطلب استضافة الدورة الأوليمبية 2036 بنفس الفكر القديم الذي سبق أن قادنا إلى صفر المونديال.. وإذا كنا قبل التقدم بهذا الطلب لم ندرس ونحلل خسائر الدورات الأوليمبية السابقة لنعرف هل اقتصادنا سيتحمل ذلك أم لا.. وإذا كنا لم نعرف أولا ما هي المدن وبلدانها التي سنخوض ضدها هذا السباق الصعب.. وإذا كنا لا نزال نتخيل أي دورة أوليمبية مجرد ملاعب ومنشآت وقرية أوليمبية ومطار وشأن يخص فقط رياضيين تنفيذيين وأكاديميين ومسؤولين وإعلاميين.. وإذا كنا سنحيل ملف هذا الطلب إلى ساحة لصراعات محلية بين شخوص وهيئات ومؤسسات.. فالأفضل ألا نتقدم بمثل هذا الطلب طالما لن نقوم بكل ما يلزم لننجح أو ننافس على الأقل ونخسر بشكل لا يثير سخرية أو خجلا.

وبعيدا عن رؤية شخصية بأننا لا نحتاج لمثل هذه الدورة ولدينا أولويات كثيرة رياضيا واقتصاديا أيضا أهم وأجدى من استضافة دورة أوليمبية.. وقد أكون على صواب أو خطأ لكننى سأفترض أننا نريد استضافة هذه الدورة رغم كل شىء وأى ظروف.. وبالتالى لا بد أولا من دراسة عميقة ودقيقة وشاملة قبل القرار النهائى الذي سيتبعه التعاقد بمبلغ ضخم مع شركة دولية لإعداد الملف المصرى، ولا أتمنى أن نكتشف بعد التعاقد وسداد هذا المبلغ أنه لا فرصة لدينا للمنافسة، وبالتالى كان هناك إهدار لمال الدولة.

ولا بد أيضا أن ننسى كل الكلام الجميل الذي سبق أن قاله توماس باخ رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية عن بلادنا وإمكاناتنا، لأنه قال نفس الكلام عن كل بلد ومدينة ذهب إليها، كما أنه لن يكون في منصبه وقت اتخاذ القرار.. وأن هناك تغييرات جذرية في خطوات اختيار المدينة الفائزة، ولجنة خاصة تأسست منذ ثلاثة أعوام تقوم بهذا الاختيار بعد التفتيش والمراجعة.. ولا بد أن يتحاور مع هذه اللجنة شباب مصريون يمتلكون الثقافة ومنهم من كان أو لا يزال في اللجنة الأوليمبية الدولية.. فالمناصب والتجارب والشهرة المحلية ليست شرطا لإجادة الحوار مع المسؤولين الأوليمبيين.

وعلينا أن نعرف أننا سنخوض المنافسة أمام كثير من المدن مثل برلين وكوبنهاجن والدوحة وإسطنبول وسول وتورنتو وفلورنسا وجوادالاخار المكسيكية وجوشارات الهندية.. وعلينا أن نعرف أن دورة 2036 مفترض أن تكون لإفريقيا بعد 2032 في بريسبان الأسترالية و2028 في لوس أنجلوس الأمريكية و2024 في باريس الأوروبية و2020 في طوكيو الآسيوية و2016 في ريو دى جانيرو اللاتينية.. فهل سننجح في إقناع إفريقيا بالتضامن مع مصر دفاعا عن حق أوليمبى للقارة السمراء الوحيدة التي أبدا لم يسبق لها استضافة دورات أوليمبية، وأظن أنه إن لم يتم تسويق الأمر بهذا الشكل فليس لدينا فرصة للوقوف أمام مدن أغنى منا ولها خبرات أوليمبية أكثر منا.. وإذا حصلنا على هذا الإجماع الإفريقى فهل سننجح في إقناع بعض هذه المدن في الانسحاب من السباق تضامنا مع إفريقيا.. ولا بد أخيرا من فتيات وشباب يتابعون يوميا سواء اللجنة الأوليمبية الدولية أو المدن المنافسة.
نقلا عن المصرى اليوم