هاني لبيب
خلال السنوات الأخيرة، حدث تطور ملحوظ جدًا فى تيسير الخدمات المقدمة للمواطنين من إدارات المرور، كما يتم تقديم العديد من إجراءات الخدمات الرقمية «أون لاين». وهو ما اختبره فعليًا العديد من المواطنين، خاصة بعد تفعيل منظومة الرادارات الذكية التى أنهت وحسمت قضية المخالفات بالصورة والتوقيت.
وتظل هناك بعض الملاحظات والإجراءات التى يجب الاهتمام بها وحسمها بشكل حازم على غرار:
1- عودة ظاهرة الملصقات والكتابات الدينية (المسيحية والإسلامية) على السيارات والميكروباصات والنقل، والتى تمثل بؤرة للشحن الطائفى. وبدأت فى التزايد للإشارة لدين صاحب السيارة.. بشكل مستفز.
وهو ما من شأنه إثارة النعرات الطائفية للطرفين؛ رغم وجود قانون يمنع ذلك.. ولكن من الواضح أنه يحتاج إلى تنفيذ سريع وعدم التراخى من بعض رجال المرور. خاصة أنه انتقل إلى التوك توك أيضًا. وهو أمر لا يمكن تركه أو التهاون فى التعامل معه.
2- بعد استفحال ظاهرة الميكروباصات، جاوزها انتشار التوك توك فى الشارع المصرى. ولا أجد سببا منطقيا لتركهما بهذا الشكل الذى وصل إلى أن العديد ممن يقودونهما دون السن الرسمية لاستخراج رخصة القيادة!، لا يسير التوك توك والميكروباص فى الطرق الرسمية العامة التى أصبحت غالبيتها ضمن محاور جديدة يتم متابعتها بالكاميرات والرادارات.
ولكنهم يستغلون الشوارع الداخلية والجانبية، واستحداث خطوط سير ربما لا تصلح لمرورهم من الأصل.. مما يزيد من الأزمات البعيدة عن المتابعة المرورية المباشرة. وهو ما يزيد من حالة الفوضى ضد انضباط الشارع، وضد أمان المواطنين، وما يمكن أن يتعرضوا له من خطر.
3- لا أتفق تمامًا مع من يبرر وجود الميكروباصات والتوك توك باعتبارهما وسيلة كسب رزق للبعض حتى لا يتجهوا للأعمال الإجرامية.. لأنه ببساطة لا يمكن أن نعالج فكرة خطأ بتركها خوفًا من فكرة أشد خطورة.
فقد أصبحا مثل الوباء المتفشى، ولن يكونا أبدًا حلًا.. فهو قول حق يراد به باطل.. ولا يمكن السيطرة عليه تدريجيًا. كل ميكروباص أو «توك توك» بمثابة (قنبلة) موقوتة متحركة، لأنه لا يخضع للقانون أو أى معايير أخلاقية، بل إن سائقه لا يخضع لأى معايير مهنية أو قانونية.
4- عودة ظاهرة الباعة الجائلين الذين يحتلون الشارع لحسابهم الشخصى بهذا الشكل دون أى ردع أو رقابة مما يعوق السيولة المرورية. ونموذج ذلك الدال ما يحدث فى شارع الجلاء تحت كوبرى أكتوبر فى اتجاه ميدان التحرير.
وما يحدث فى شارع شبرا من الدوران إلى أول شبرا، حتى وصل الأمر بالبعض من زيادة مساحة عرضهم لبضائعهم إلى النزول من الرصيف إلى الشارع. وهكذا يحدث أيضًا فى شوارع وسط البلد.
5- أعتقد أننا نحتاج إلى تنفيذ قوانين المرور دون أى تهاون أو تراخ. ومن الأهمية تغليظ العقوبات ضد كل من ينتهك القواعد المرورية لكافة المواطنين المصريين، ليس بالغرامات وحدها، ولكن باستحداث إجراءات أخرى مثل وقف الترخيص لمن يتم سحب رخصته أكثر من ثلاث مرات فى السنة الواحدة. ووقف ترخيص القيادة لمدة شهر لكل من يتجاوز السرعة المقررة، وهكذا...
6- نحتاج إلى زيادة العلامات الإرشادية لتحديد السرعة فى العديد من الكبارى والطرق والمحاور السريعة.. حتى لا تختلط السرعات المكررة على قائدى السيارات دون قصد، وحتى يسهم ذلك باعتباره أحد أشكال التوعية والتنبيه فى ضبط الحالة المرورية.
نقطة ومن أول السطر..
ما زلت أعتقد أن أحد المداخل الرئيسية لتحقيق حالة الانضباط المرورى هو توعية الشارع المصرى وتهيئته فى سبيل ممارسة سلوك الانضباط المرورى، ورقابة قانونية مرورية صارمة، وأحكام رادعة دون استثناء لأى متجاوز.
نقلا عن المصري اليوم