الأب رفيق جريش
تُعتبر الرياضة فنًّا من الفنون الأكاديمية التى تتطلب مهارة وإتقانًا، لذلك اهتمت الدول بفتح كليات ومدارس وأندية لتعليم الفنون المختلفة من الرياضات، التى تؤهل الأفراد والجماعات للدخول فى المنافسات والمشاركة فى المسابقات المحلية والدولية الفردية منها والجماعية.
والرياضة لها دور مهم فى تعزيز العلاقات الدولية بين الشعوب، حيث ينفتح مجال التنافس بين هواة ومحترفى الألعاب الرياضية بعيدًا عن الصراعات السياسية، وتتلاشى المشاعر الضيقة، التى يحل محلها الشعور الإنسانى، الذى يقودها إلى التعبير عن المحبة المتبادلة والتعاون، الذى يساعد السياسيين على حل الكثير من التوترات. هذا ينطبق على البلاد الأوروبية.
حيث نجد تنوعًا فى الرياضات المختلفة الكثيرة، وتُقام بطولات عالمية، تُسلط الأضواء عليها، وإن دلَّ ذلك على شىء فإنما يدل على ثقافة الشعوب المتقدمة فى إبراز الرياضات المختلفة بها.
لا يختلف اثنان على أن كرة القدم هى الرياضة الأكثر شعبية على مستوى العالم، هذه الرياضة التى سلبت عقول الملايين من الشباب على مستوى الكرة الأرضية حتى صارت عند البعض منهم بمثابة الهواء الذى يتنفسونه أو الماء الذى يشربونه أو الطعام الذى يستمدون منه الطاقة، ولكن يختلف مقدار العشق من شخص لآخر كمًّا ونوعًا، فمنهم مَن يكون عشقه محصورًا فى مشاهدتها على شاشات التليفزيون أو داخل الملاعب.
ومنهم مَن يعشق المشاركة فى لعبها سواء كان ذلك مع شباب الحى فى الحوارى أو فى أندية متخصصة، ومنهم مَن يحب ممارستها بواسطة ألعاب الفيديو الرقمية التى انتشرت هذه الأيام، ولكن هل كرة القدم هى الرياضة الوحيدة الموجودة؟. أكيد، لا، ولكننا اختزلنا الرياضة فى كرة القدم.
لقد اكتسبنا ملاعب رياضية على أعلى مستوى، ولكنى أخشى أننا خسرنا «الروح الرياضية»، التى هى أساس مبادئ الرياضة، وهى التقارب بين الناس والسلام بينهم، ولكن للأسف، فإن الجماهير تتجاوز أحيانًا ذلك بسبب تجاوز بعض الرياضيين مع بعضهم البعض. يجب أن يعرف كل رياضى من الأصغر إلى الأشهر أنه مَثَل أعلى لآلاف من الشباب، فإذا تصرف اللاعب بتجاوز مع زملائه فى الملاعب، فماذا ترك للجماهير فى الشارع؟!.
ما قيمة البطولات الدولية إذا شوّهنا صورة مصر بتصرفات لاعبيها، فالتجاوز لا يجوز أبدًا، والتساهل فى عقاب كبار اللاعبين هؤلاء هو تدهور وإفساد للأخلاق.
نقلا عن المصري اليوم