كتب - محرر الاقباط متحدون
قال الكاتب الليبرالي والباحث سامح عسكر :" كان الإنسان في القرون الوسطى يحصل على العلم بالتأمل والرغبة، لأن وقت فراغه كان كبيرا ويتمتع بقدر عال من الهدوء والصفاء النفسي، أما اليوم فالإنسان يحصل على العلم بالدعاية والملاحقة، وكلما أنفق على الدعاية كلما راجت وانتشرت وآمنت بها الأغلبية.
مضيفا عبر حسابه على فيسبوك :" ماذا يعني ذلك؟؟
يعني فرصة التحقق والمراجعة قديما كانت أكبر مما عليه الآن، أنت فقط من تحدد كيفية وحجم وشكل معلوماتك، وفراغك الكبير يعطيك مساحة هائلة من التوقف والشك والمراجعة.
لافتا :" أما اليوم فلم يعد لدى الإنسان فراغا يمكنه من الشك في معلوماته، والأغلبية مستسلمة تماما للدعاية، مما يفسر كثرة الحروب والانشقاقات والعداءات والتخبطات التي تعاني منها البشرية رغم وصولها قمة هرم التجريب.
كما اضاف :" إنسان اليوم يمتلك السوشال ميديا ويشاهد Netflix والسينمات والمسارح، لكنه في ذات الوقت يملك نفس النظرة البدائية والسطحية عن الآخر، وينظر لمن يختلفون معه في الرأي مثلما كان يرى إنسان العصر الحجري.
كما لفت :" وقت فراغه الضيق لا يسمح له بالمراجعة أو تصويب والتحكم في شكل وحجم الدعاية الموجهة، الحسنة الوحيدة الآن هي أن الصراعات والحروب دفعت الإنسان للتقدم العلمي التجريبي، وكثرة الاكتشافات والاختراعات فقط لضمان سبل القوة والعيش الكريم، لكن ما زال عقل الإنسان يمارس هوايته البدائية في إشعال الحروب التافهة، والمعارك الغبية، ..تماما مثلما كان يفعل أسلافه البدائيين قبل مليون عام.