محرر الأقباط متحدون
لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لاختفاء الكاهن اليسوعي الإيطالي باولو دالوليو في سورية شارك رئيس أساقفة حمص للسريان الكاثوليك المطران جاك مراد بالقداس الذي ترأسه في كنيسة القديس إغناطيوس دي لويولا بروما أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين بحضور حشد من المؤمنين من بينهم عائلة الكاهن المفقود، وأصدقاء قدموا من سورية وإيطاليا وبلدان أوروبية أخرى.
على هامش الاحتفال الديني أوردت وكالة الأنباء الكنسية فيديس تصريحات للمطران مراد أشار فيها إلى أن ما يعانيه المسيحيون في المنطقة هو الصليب الكبير الذي يحملونه، في وقت يجتهدون من أجل بلوغ الكمال. وذكّرت الوكالة الكاثوليكية بأن رئيس أساقفة حمص للسريان الكاثوليك ينتمي إلى جماعة دير مار موسى، التي أسسها الأب دالوليو، وقد اخُتطف على يد مسلحين مجهولين عندما في مدينة الرقة، في التاسع والعشرين من تموز يوليو ٢٠١٣، التي كانت آنذاك معقل تنظيم الدولة الإسلامية في سورية.
شاء سيادته أن يتطرق إلى الصفات الحميدة التي طبعت حياة الأب دالوليو وخدمته ولفت إلى أنه توجه إلى مدينة الرقة، ليس فقط بخيار شخصي حرّ من طرفه إذ إنه فعل ذلك مطيعاً مشيئة الله، لقد ذهب إلى هناك من أجل تحقيق الهدف نفسه الذي دعاه إليه الله، محبة بمعلمه وربه يسوع المسيح، وهذا الهدف يتمثل في خلاص المسلمين. ولفت مراد إلى أن الكاهن اليسوعي كان يدرك تماماً ما هي المخاطر المحدقة به، وما هو المصير الذي ينتظره في الرقة، ومع ذلك كان يؤكد دوماً – بكلمات نبوية – أنه مستعد للقيام بواجبه، سائرا على خطى المعلم ومضحياً بنفسه من أجل الآخرين، وفي هذه الحالة من أجل العالم المسلم.
بعدها أكد رئيس أساقفة حمص للسريان الكاثوليك أن الأب دالوليو اختيار أن يكون بديلاً عن الجميع، بمعنى أن يضحي بنفسه من أجلهم. وهذه هي الدعوة الخاصة بالكنيسة التي ستستمر فيها لغاية المجيء الثاني للمسيح. وأشار سيادته إلى أن جماعة دير مار موسى عازمة على السير على خطى الأب دالوليو الذي شهد لحقيقة الرب يسوع المسيح، ولم يكن شاهداً أمام المسيحيين وحسب إنما أمام أمم مختلفة، وجماعات تنتمي إلى أيديولوجيات وقوميات متعددة، لاسيما تلك المسلمة. وتابع يقول إن الأب دالوليو، حيثما يوجد اليوم، هو مسرور بوحدة المواقف بين المسيحيين والمسلمين، بين المسيحيين الشرقيين والغربيين، بين العرب والأوروبيين، وهو مسرور أيضا بتضامن العديد من المسلمين معنا.
هذا ثم أكد المطران مراد أن الكنيسة السريانية الكاثوليكية فخورة جدا لأن الأب دالوليو اختار أن يكون كاهناً من كهنتها كما اختار الكنيسة الأصغر والأقرب للناس والتي تعبر عن إيمانهم وتقاليدهم. وأضاف أن جماعة دير مار موسى الرهبانية ترى في مؤسسها مثالاً وبركة لجميع أعضائها، وأيضا لأبرشيات حمص، حماة، النبك وكل المناطق التي يعيش فيها المؤمنون السريان الكاثوليك.
في الختام لفت سيادته إلى أن الاحتفال بالقداس في كنيسة القديس أغناطيوس دي لويولا، في الذكرى السنوية العاشرة لفقدان الكاهن اليسوعي الإيطالي، يشكل مناسبة للتعبير عن محبة المؤمنين للأب دالوليو، ولرفع الصلاة على نيته، شاكراً البابا فرنسيس على المبادرات العديدة التي يقوم بها على درب الأخوة مع المسلمين.