عادل جندى
بعد قراءة مدققة لتاريخ الكنيسة القبطية، يمكن لكاتب هذه السطور الوصول لنتيجة عامة بشأن البطاركة (الباباوات) الـ ١١٧ التالين لمرقس الرسول.
في رأيينا، يبرز من بينهم ثمانية:
أربعة «عظماء»، وأربعة «غير عظماء».
(بالطبع لا يعني هذا أن «العظماء» كانوا كاملين بشكل مطلق، ولا أن «غير العظماء» كانوا سيئين بشكل مطلق).
....
الأربعة «العظماء» هم:
ـ أثناسيوس (الرسولي)، لدوره المعروف في صياغة «قانون الإيمان» في مجمع نيقية.
ـ كيرلس (الأول، الكبير، عمود الدين)، لدوره المعروف في مقاومة «الهرطقات» وقيادته لمجمع أفسس.
وللعلم: كيرلس وأثناسيوس، يعتبران «قديسَين» ومن «الآباء المعلمين» للكنيسة «الجامعة»، أي بما فيها الكاثوليكية والأرثوذوكسية اليونانية.
ـ كيرلس الرابع (أبو الإصلاح)، لدوره الكبير ـ برغم قصر فترة خدمته ـ في إيقاظ الكنيسة القبطية بعد قرون طويلة من الموات.
ـ شنودة الثالث، لدوره القيادي كأول بابا قبطي يدافع عن شعبه ويقف بجرأة في وجه حاكم «إسلامي»، ويدفع ثمن ذلك بلا تردد.
....
أما الأربعة «غير العظماء» (عادة نخلع عليهم ألقابا أخرى تليق برأيينا فيهم..) فهم:
ـ ديسقوروس، لدوره المخزي في مجمع أفسس الثاني (٤٤٩ ـ غير المعترف به)، وما أدى إليه في خلقدونية (٤٥١) وما تلي ذلك من كوارث..
ـ بنيامين، لدوره المخزي قبل وبعد الغزو العربي لمصر.
ـ يوساب الأول، لدوره المخزي في مذبحة البشموريين، على يد الخليفة المأمون.
ـ غبريال الثاني، لدوره المخزي في اعتماد العربية كلغة القراءات والصلوات الكنسية، بدلا من القبطية، مما أدى إلى انهيار الهوية القبطية والمصرية، وتدهور الكنيسة القبطية وتسارع عملية التحول الديني لينتهي الحال بالأقباط ليصبحوا أقلية صغيرة بعد أن كانوا (برغم كافة أنواع الاضطهاد) يمثلون أغلبية المصريين حتى نهاية العصر الفاطمي.