( 1869- 1946 )
إعداد / ماجد كامل
تميز الآباء اليسوعيون بكتابة المعاجم الكبري ، ولعل من أشهر من وضع معاجم من الآباء اليسوعيين ، يأتي ذكر الأب "لويس معلوف اليسوعي" ( 1876- 1946 ) ، الذي وضع معجم " المنجد " كما سوف سوف يأتي في سياق المقال . أما عن لويس معلوف نفسه ، فلقد ولد في مدينة زحلة اللبنانية في 28 اكتوبر 1869 ، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة ، وبعد أتم دروسه الثانوية في مدرسة اليسوعيين ، التحق بالرهبنة اليسوعية في 28 يوليو 1889 ، وذهب إلي القاهرة حيث عين مديرا للقسم العربي في مدرسة العائلة المقدسة ، وكان ذلك خلال الفترة من ( 1891- 1895 ) ، وبعد أن أتم دروسه اللاهوتية والفلسفية ، رسم كاهنا في 24 أغسطس 1901 م . ولقد توزع نشاطه ما بين التدريس والتأليف ، حيث تولي مسئولية الإشراف علي الطلاب اليسوعين في بيروت ، ويروي عنه أنه كان صارما في فرض التكلم بالفصحي حتي يتقنوها تماما ، كما أنيطت به رئاسة تحرير جريدة " البشير " لفترة طويلة ( تذكر بعض المراجع من عام 1907 إلي عام 1933 باستثناء فترة توقف الجريدة خلال سنوات الحرب العالمية الأولي ) . ولقد عرف عنه بالمقدرة الإدارية ، والدفاع عن حقوق المظلومين ، مع احترام دائم للأشخاص وآرائهم إن أحد أختلف معه ، ولقد سعي بعض قيادات الرهبنة اليسوعية لسيامته أسقفا علي أبرشية صور ، ولكنه رفض لأن رغبته أن يظل راهبا منقطعا للتأليف الكتب وإلقاء المواعظ والرياضات الروحية الخاصة بالرهبنة اليسوعية ، ومما يذكر عنه أنه اطلق جمعية لتشجيع الزراعة في لبنان ، كانت هذه الجمعية هي الأساس لعيد الأزهار الذي عرف في لبنان بعد ذلك ، ولقد أستمر في العمل والكتابة والتاليف حتي توفي في 6 اغسطس 1946 عن عمر يناهز 77 عاما .
ولقد أثري العالم الكبير المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات القيمة نذكر منها في حدود ما تمكنت من التوصل إليه :-
1-معجم " المنجد " :- وولعل أهم كتبه ، ولنا عودة تفصيلية إليه بعد الإنتهاء بعد الإنتهاء من سرد قائمة مؤلفاته .
2- أصدر تقويم البشير لمدة تزيد علي العشرين سنة ، وجعل من هذه المجلدات معينا زاخرا بالمعلومات المفيدة لمعرفة أحوال الشرق العربي وتاريخ شعوبه .
3-تحقيق ونشر كتاب "تاريخ حوادث الشام ولبنان من سنة 1197 إلي سنة 1257 ه لمؤلفه ميخائيل مشاقة الدمشقي ، بيروت 1912 ( وكان قد نشر مسلسل في مجلة المشرق ) .
4-رياضة روحية للكهنة حسب طريقة القديس إغناطيوس ، بيروت ، 1937 .
5- نشر في مجلة المشرق تحقيق عدة مخطوطات فلسفية مثل :-
+ رسالة في وحدانية الخالق وتثليث أقانيمه ، لإيليا مطران نصيبين ، مجلة المشرق ، عام 1903 .
+ مقالة في نعيم الآخرة ، لنفس المؤلف ، نشر عام 1907 .
+ عدة مقالات متفرقة حول ( نشر كتاب السياسة لابن سينا – تحقيق بعض فصول مما كتبه ثاؤدوروس أبو قرة عن أسباب تجسد ابن الله ... الخ ) .
ولقد نشر موقع الشارخ 34 مقالا متفرقا معظمها تم نشره في مجلة " المشرق " ما عدا مقال وحيد نشر في مجلة "المقتبس حول تاريخ حوادث الشام ولبنان ، ولقد نشر في نوفمبر 1912 .
وعودة إلي معجمه الرئيسي " المنجد " فلقد صدرت طبعته الاولي في عام1908 ، وكان ومازال مثالا للمعجم اللغوي العصري ، شاملا كل ما يحتاج إليه المثقف ، وبالرغم من مرور حوالي 115 عاما علي صدوره ، إلا أنه ما زال يتصدر معاجم اللغة العربية ، وفي عام 1956 ، قام الأب فردينان توتل اليسوعي ( 1887- 1966 ) بإضافة قسم للاعلام ، بحيث أصبح أسمه بعد ذلك " المنجد في اللغة والأعلام " .
ولقد كتب لويس معلوف في مقدمة الطبعة الأولي من المعجم " ان أدباء اللغة العربية وأئمتها العاملين في إعلاء شأنها وادناء قطوفها ولا سيما أرباب المدارس كثيرا منهم من لهجوا بمسيس الحاجة إلي معجم مدرسي ليس بالمخل المعوز ولا بالطويل الممل الممعجز يكون قريب الماخذ .... فاستعنا بالله واجهدنا الفكرة في تقرير خطة بالمراد وخصصنا الوقت الطويل لاستطلاع آراء من لهم القول الصائب واختيار المواد واجلاها وتريتيبها علي نسق سهل المراس متوخين في ذلك الغاية المقصودة عادلين عن التطويل مدققين في اختيار المعاني ..... وقد تحرينا ما امكنا المحافظة علي عبارات الأقدمين وافلتنا ذكر ما يمس حرمة الاداب من الكلمات البذيئة التي لا يضر جهلها وقلما افاد علمها ........ وقد سميناه المنجد واملنا فيه ان يجد المتأدب والكاتب عونا حسنا ونجدة وافية في البحث والتنقيب ( لويس معلوف :- مقدمة الطبعة الأولي ) .
ولقد وصف العالم الكبير الدكتور حسين نصار ( 1925- 2017 ) كتاب " المنجد " أنه يفوق كل المعاجم السابقة في غزارة المواد التي يحويها ، حيث أكثر من الصور الموضحة ، ولقد جعلت هذه الأمور " المنجد " من أحسن المعاجم الحديثة تنظيما وتوضيحا للألفاظ إضافة إلي توالي طبعاته وتحسينه منذ تأليفه ، فأقبل عليه طلاب المدارس في كل البلاد ( حسين نصار :- المعجم العربي نشاته وتطوره ، دار مصر للطباعة ، 1988 ، صفحتي 579 و 580 )
بعض مصادر ومراجع المقالة :-
1-الأب كميل حشيمة :- اليسوعيون والآداب العربية والإسلامية ، سير وآثار ،دار المشرق ،بيروت ، الطبعة الأولي ، 2009 ، الصفحات من 249- 251 .
2- الأب لويس شيخو :- الآداب العربية في القرن التاسع عشر ، الجزء الأول ، بيروت ، 1924 ، صفحة 158.
3-لويس معلوف :- المنجد في اللغة ، مقدمة الطبعة الأولي ، 1908 .
3-حسين نصار :- المعجم العربي نشأته وتطوره ، الجزء الأول ، دار مصر للطباعة ، 1988 ، صفحتي 579 و580 .
8-لويس معلوف :- المنجد في اللغة ، مقدمة الطبعة الأولي .