كتب - محرر الاقباط متحدون
قال الكاتب الليبرالي والباحث سامح عسكر :" المجتمع الذي تكثر فيه الاحتفالات تقل فيه أعداد المتشددين، والشعب الذي يعرف التمثيل والأدب والشعر ويحب كل ألوان الفنون كالنحت والتجميل والزينة لا يعرف متشددين بل ويقمعهم كلما ظهروا.
لافتا عبر حسابه على فيسبوك :" الإسلاميون والمتطرفون حين ظهروا حاربوا الأمرين معا:
أولا: حاربوا الاحتفالات فحكموا بحُرمة كل عيد يخالف مذهبهم، وقبّحوا احتفالات الصوفيين التي ملأت المسلم بهجة وسعادة.
ثانيا: حاربوا الفنون جميعها فحكموا بحُرمة كل ألوانها من غناء وموسيقى وشعر وتمثيل ونحت وتجميل..وخلافه.
بعد تقلص تلك الظواهر ومنع أغلب الاحتفالات وعزوف الصوفيين عن إظهار البهجة خشية اتهامهم بالكفر حدثت الردة الحضارية فتوسع الإسلاميون ونشطوا جدا وأصبحوا هم البديل، وبدلا من نجيب محفوظ صعد سهم ابن تيمية، وبدلا من أحمد شوقي وحافظ ابراهيم والأبنودي وأمل دنقل صعد عقبة بن نافع وخالد بن الوليد، وبدلا من عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش صعد ابن عثيمين وابن باز.
إعلم أن المتشدد يتغذى على الكآبة والحُزن، كل متشدد ديني ليس من صالحه أن يرى العالَم سعيدا.
في رواية "إسم الوردة" لإمبرتو إكو تم اكتشاف هذا المعنى، فوصل أن رجل الدين لا يحكم الشعب والسلطة إلا بكراهية السعادة، ونشر الرعب والخوف في المقابل.
عودة الاعتدال والعلم للمسلمين لن تكون سوى بعودة الاحتفالات ونشر البهجة في الشارع، سيعود المسلم آمنا مسالما لو عاد إلى الشعر والأدب والتمثيل وتم تعظيم رموز كل هذه الفنون.
ءأسف أن الدولة لا زالت مصرة على تعظيم رموز المتشددين كالوهابية وابن تيمية، هؤلاء لا يؤمنون بالفنون ويحرمون كل ألوان البهجة وينشرون القُبح على أنه دين، والدفاع عنهم أو الحرص عليهم ليس لصالح الدولة بل سيساهم في تقبيح الفنون وتعظيم قادة الجهاد الديني.