Oliver كتبها
-للرب تدابير لا نعرفها لكننا ننبهر بها حين يأتى أوان كشفها تزيد ثقتنا بالله و ينمو رجاؤنا و إتكالنا عليه.حين نظن أن العالم منجرف إلى الهلاك يأتى صوت الله واضحاً أنه لا يترك نفسه بلا شاهد و أن فى كل جيل آلاف الركب التى لم تنحن لبعل.هؤلاء مخازن أودع فيها الله محبته الإلهية لكي ينقلونها لنا.
-عجيب أن مخازن الحب لا تعرف أنها مخازن.لكن يأت يوماً يتفجر الحب منها و تفوح رائحة المسيح الزكية فى كل المكان.لأن موسى لم يكن يدرك غيرته على شعبه إلا لما رأى المصري يتشاجر مع العبراني.لم يكن يدرك أن فيه طاقة جبارة من الإيمان إلا لما أبصر العليقة.لم يدرك أنه يستطيع أن يشق البحر إلا لما كاد فرعون أن يدركه.كانت في مكامن الكيان أرصدة الإيمان و القوة و المحبة مختزنة إلى حينها.
-إن زكا العشار الذى كان يعرف عن نفسه محبة الإكتناز و الطمع تفاجئ بنفسه يعلن قدام رب المجد أنه سيرد ما سلب أضعافاً مضاعفة.هكذا كان متسلق الشجرة لا يعرف أن فيه هذا الحب العميق للمسيح.
-الشهداء الذين تقدموا بقوة واضعين أطفالهم للذبح على ركبهم.هل كانوا يتخيلون في أنفسهم هذه الجرأة الروحية؟هل كان شهداء ليبيا يحسبون فى أنفسهم أنهم هكذا جبابرة فى الإيمان و المحبة؟ لقد عرفوا عن أنفسهم أنهم عمال بسطاء تغربوا لأجل لقمة العيش.لكنهم بنعمة الروح وجدوا فى أنفسهم أنهم أقوى من خناجر و سيوف البرابرة. .و هل جاءت السامرية إلى البئر لكي تكرز أم أن لقاءها برب المجد فجر داخلها المحبة للكرازة. كل هؤلاء مخازن حب إنفتحت على مصراعيها حين جاء أوان القطاف.
- لذلك ليس لنا أن نقيم الناس و نفحص ما فى قلوبهم لعلهم هم أنفسهم لا يعرفون ما هو مختزن فيها.لا ننشغل لأنفسنا فيم يمكن أن يحدث وقت المصاعب لأننا ربما لا ندرك أن الله أودع فينا ما لم نكتشفه بعد.
- الإنسان أعظم أسرار هذه الأرض.فى كل يوم تتكشف له من داخله ما لم يكن يعرف عن نفسه .
- فينا قوة للغفران تظهر ان أردنا الغفران .ظهرت هذه القوة فجأة عند إستفانوس الشهيد فى لحظات إستشهاده.أيضاً تعرف بطرس الرسول على مكامن البذل داخله بعدما خاف أولاً من الصليب ثم عاد بنفسه ليصلبوه مقلوباً.الروح القدس فينا مسئول عما سنفعل وقت المحن.مخازننا ممتلئة و نحن لا نعرف.
-عاموس النبي الرائع قال ما يعرفه عن نفسه.لست أنا نبياً و لا إبن نبي بل أنا راعياً و جانى جميز عا7: 14 لكن جاني الجميز جنى من عمل الرب فيه ما لم يتخيله فى نفسه و قال كلمة القضاء ببراعة.جدعون لم يكن يعلم أنه جبار البأس إلا لما خاطبه ملاك الرب بهذا اللقب.قض6: 13 و يفتاح الذى طرده أخوته لكي لا يرث معهم لأنه إبن إمرأة زانية لم يكن يعلم أحد و لا حتي يفتاح أنه سيكون من جبابرة الإيمان و مخلص لإسرائيل من بني عمون.قض11.عب11: 32.إن فينا قوة غير موصوفة أخذناها يوم أخذنا صورة الله و مثاله. فلا يستهن أحد بنفسه و لا بغيره.1تى4: 12 .تيطس2: 15.
- بكل تأكيد أكثرنا تقابل مع أناس مستهترين بخلاصهم غير مبالين بما للرب .قضوا السنين في عبث بلا ثمر.لكن العجيب أن تجدهم تغيروا فجأة في أواخر حياتهم.إنتبهوا لكل ما ضيعوه.قدموا توبة و إقتنوا الرب داخلهم.إكتشفوا في أنفسهم قوة التوبة التي لم تخطر على بالهم زماناً.ثم رقدوا كالقديسين و لا أحد يعرف أسرارهم.كان فى هؤلاء مخازن محبة تنتظر أوانها.مخازن توبة و إسترداد الإرادة الروحية التى بقيت غائبة طويلاً.لكن الله أظهر لنا توبتهم لنتعلم ألا نحكم بالظاهر.
- لا نفقد الرجاء فى النفوس مهما بدت ضائعة فالرب يخلص ما قد هلك.و لا نفقد الرجاء فى أنفسنا مهما كان حالنا.لأن فينا من روح الله أموراً خارج جميع التوقعات بل و الأحلام.الرب الذى له كل الأرض و ملأها.نراه يختار الجافى لكى يخرج منه حلاوة و لا أحد يدري كيف و لماذا من الجافى فكل الأرض تصلح.لكنه يعلمنا دروساً عن مخازن الحب. قد لا تعلم من ستكون لكن ثق أن فيك ذخائر الحياة الأبدية.