سحر الجعارة
اعترف بابا الفاتيكان «فرنسيس الأول»، أنه ضعف أمام «اللص القابع داخلنا جميعا»، وسرق صليبا صغيرا من نعش كاهن ليظل الرجل في ذاكرته.
وحسب وكالة "رويترز"، فى مارس 2014، قال البابا في كلمة مرتجلة أمام مجموعة من الكهنة إنه عندما كان كاهنا في العاصمة الأرجنتينية "بوينس إيرس" ذهب إلى جنازة كاهن مسن كان يحبه، لكنه لاحظ أن النعش خال من الزهور فقام بشراء بعضها ووضعها في النعش حيث يرقد الكاهن ممسكا بمسبحة.
وأضاف قائلا: "وفجأة ظهر اللص القابع داخلنا جميعا وأنا أضع الزهور فنزعت بقوة الصليب الذي كان في المسبحة".
وقال البابا، الذي لم يذكر تاريخ الواقعة، إنه يحمل الصليب الصغير معه منذ ذلك الحين لكي يتذكر الكاهن والرحمة التي كان يعامل بها الآخرين.
تصوروا أن أعلى قيادة روحية للمسيحيين يعترف بالسرقة أمام العالم.. موقف له معنى مهم جدا أن كل إنسان له نقطة ضعف.. ليست سلبية بالضرورة!.
«اللص القابع بداخلنا»، ممكن يكون عاشق للمرأة، وعنده رغبة فى الإستحواذ على نساء العالم.. نقطة ضعفه حب النساء وفى نفس الوقت ممكن يكون إنسان ناجح ومتحقق!. لهذا قال الرسول الكريم: (إن الله لا يحب الذواقين ولا الذواقات).
شخص آخر نقطة ضعفه الفلوس ، شره لجمع المال .. وهذا قد يجره لأساليب غيرأخلاقية فى جمع المال .. وفى الآخر تلاقى المثل الشعبى بيقول : ( مال الكنزى للنزهى ) !حتى النجومية والشهرة أحيانا تكون نقطة ضعف، بعض الناس يطلقون على أنفسهم شائعات لجلب الشهرة .. شايفيين أن الشهرة "مفتاح سحرى"، يفتح أبواب الحياة، حتى لو كان صاحبها "نصاب"، يتلون بألف وجه!
الطموح الزائد قيمة إيجابية، لكن ممكن يتحول لقيمة سلبية لو رفع صاحبها شعار : ( الغاية تبرر الوسيلة) .. وقرر انه يصعد للمجد على جثث البشر!الإنسان الطموح عندما ينجح أحيانا يتملكه "الغرور" و"تضخم الذات" .. وهذه حالة طبعا غير قابلة للتعميم .
بعض الناس -على العكس - نقطه ضعفهم إنسانية جدا .. ولا تدفع للخطأ.. نقطة ضعف محببه للنفس.. عندما تستمع لأب أو أم بيقول: "نقطى ضعفى ولادى".. تحس أن الضعف البشرى اللى ربنا خلقنا به له حكمه!.
لما تسمع عاشق يقول ببساطة .. "أصلى بحبها" .. ويستسلم لشروط الحب وطغيانه.ليس بالضرورة أن الضعف ملازم للخطأ .. وحتى لو أخطأ الإنسان، .. فالحديث الشريف بيقول: «كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون ».
والمسيح عليه السلام قال: (من كان منكم بلا خطيئة فليرمها أولا بحجر)!.
دور على اللص اللى جواك.. حاسبه وتطهر من أفعاله.. والأهم من هذا أن تفكر كيف تتجاوز نقاط ضعفك؟!.
أهم نقطة ضعف عند الإنسان -من وجهه نظرى- هى الخوف من المجهول.. من بكره.. ربما هذا الخوف يدفعه لقراءة الطالع أو باب حظك اليوم.
أنا لا أؤمن بالأبراج ولا بقراءة الطالع ولا التاروت أطلاقا أشعر أنها نوع من "الإتجار بالخرافة".. عقلى لا يقبل فكرة أن قراءة الطالع علم.. وأن علم الفلك معترف به.
هل التنبؤ بالمستقبل والغيب حلال أم حرام؟.. هل هناك فى المقابل محاولة لتحرير العقل من الخرافة.. وتنقية الأديان من الجهل؟.
أنا شخصيا نقطة ضعفى "الأطفال وأهلى والكتابة".. أفكر فى الغد بطريقة قدرية مطمئنة.. وأتعجب من أن قرار سياسي قد يؤثر في العالم يكن باستشارة عرافة.. وهو ما سأكتب عنه لاحقا.
نقلا عن الوطن