ياسر أيوب
فارق كبير جدًا بين حكاية ماريان التي استحقت منذ سنوات تحية واحترام العالم.. وحكاية نصرة التي أثارت منذ أيام سخرية واستياء العالم كله أيضًا.. ففى دورة ريو دى جانيرو الأوليمبية 2016.. شاركت الصومالية ماريان نوح موسى في سباق جرى 400 متر، ولم ينته السباق فقط بماريان في المركز الأخير بين 57 لاعبة من مختلف بلدان العالم.. إنما كان الفارق بين زمن ماريان والأخريات كبيرًا جدًا بشكل لافت للانتباه والدهشة واستغراب أن تكون مريم بهذا الزمن الهزيل لاعبة أوليمبية.. وقبل أن تبدأ التعليقات الساخرة كشفت صحافة العالم أن ماريان شاركت في الدورة الأوليمبية دون أي إعداد ووسط مناخ مسكون بالحزن والخوف وتهديدات جماعة الشباب المتطرفة بقتل أي فتاة تمارس الرياضة
وقاومت ماريان كل ذلك وظلت تجرى، ليس من أجل بطولة وميدالية وأى انتصار.. ولكن دفاعًا عن حق أي فتاة صومالية في أن تلعب دون أن يهددها أو يقتلها أحد، وفى أن تحلم دون أن يسرق الرصاص والسلاح والدم أحلامها.. وما إن نشرت صحافة العالم الحكاية حتى تحولت الدهشة إلى إعجاب وتحول الاستياء إلى احترام.. أما الذي جرى منذ أيام في مدينة تشنجدو، الصينية، حيث أقيمت بطولة العالم للألعاب الجامعية.. وفى سباق جرى 100 تكررت مع نصرة أبوبكر عالى نفس الحكاية القديمة لماريان، ونفس الترتيب الأخير والرقم الهزيل.
ولم ينتشر فيديو السباق في الصومال فقط، إنما في بلدان كثيرة استوقفها مشهد عداءة صومالية عاجزة عن الجرى مثل باقى اللاعبات ولا يوحى أداؤها بأنها مؤهلة أصلًا للمشاركة في مثل هذه السباقات، لدرجة أن تصفها جريدة ديلى ميل، الإنجليزية، بأنها أبطأ عداءة في التاريخ.. والأكثر إثارة وغرابة من نتيجة نصرة في السباق كان ثباتها وهى تؤكد عدم التفاتها لأى انتقادات، وأن المهم هو أنها نجحت في إنهاء السباق.. وبسرعة اكتشف كثيرون أن نصرة لم تكن مثل مريم وليست صاحبة قضية.. وبعدما زادت الانتقادات للرياضة الصومالية.. اعتذر محمد بارى، وزير الرياضة هناك، لكل الصوماليين، وبدأ تحقيقات رسمية كشفت أن نصرة ليست عداءة وليست أصلًا لاعبة رياضية مسجلة في أي هيئة رياضية صومالية.
والأغرب أنه ليس هناك في الصومال اتحاد للألعاب الجامعية.. وتم اتهام خديجة ضاهر، رئيسة الاتحاد الصومالى لألعاب القوى، بإساءة استخدام سلطتها ومنصبها لتقديم صورة سلبية وساخرة لبلادها.. وخسرت خديجة منصبها بعد اجتماع عاجل بين وزير الرياضة واللجنة الأوليمبية الصومالية.. ولن يكتفى الوزير بذلك، إنما أعلن إقامة دعوى قضائية ضد رئيسة الاتحاد وكل من تورط في هذه الفضيحة.. ولم تتضح حتى الآن سر وطبيعة العلاقة بين رئيسة اتحاد ألعاب القوى واللاعبة.. فاتحاد الجامعات الصومالية أكد أنه لم يرسل أي لاعبات ولاعبين للمشاركة في بطولة العالم للألعاب الجامعية في الصين.. واستنكر العداء الإنجليزى الصومالى الأصل محمد فرح، الفائز بالذهب الأوليمبى، والعديد من البطولات العالمية ما جرى، ومعه كل من يحبون الصومال.
نقلا عن المصرى اليوم