كتب - محرر الاقباط متحدون
عرف المجتمع المصري ظاهرة "المطوعين"منذ مكن الرئيس الراحل محمد انور السادات، التيارات المتشددة من الشارع المصري، واستنكر رواد تواصل تجسس مندوب توصيل على الاوردرات، وذلك بعدما اشادت بتصرفه سيدة تدعى رانية سنوسي، وقالت انه بذلك يتقي الله كونه يرفض توصيل اي اوردر غير شرعي ،  ووصف معلقون  ذلك الفعل بانه  اختراق للخصوصية وخيانة امانة .

وجاء بنص منشور رانية سنوسي : من فترة طلبت حاجة أونلاين، حاجة تخص لبس البيت بس الحاجة
دي ممكن تتلبس خارج البيت وتكون غير شرعية.

بعد يومين لقيت المندوب بيكلمني وبيسألني على المكان بالظبط ولما قعدت أشرح له ولقى الشرح طويل.. لقيته بيقصر في الكلام وقال لي.. ممكن حضرتك تشرحي دا واتساب كتابة ؟.

قلتله تمام تحت أمر حضرتك. بعدها لقيت البنوتة اللي أنا طلبت منها الحاجة بتكلمني، ودار الحوار كالتالي:

آسفة والله مش تطفل بس هو حضرتك هتلبسي الحاجة دي خارج البيت؟

لا يا حبيبي ما تقلقيش ومفيش أي تطفل أبدا

- آسفة جدا ،والله بس المندوب لما شاف محتوى الشنطة قلق، لأنه مش بيوصل أي حاجة غير شرعية. وكمان سألني هل أنا عرفتك الديفوه اللي في المنتج والا لأ، عشان الأمانة.. فعرفته إني مبلغاكِ بيه وإنك عارفة إن المنتج فيه ديفوه وإني منزلة في سعره عشان كدا.

بصراحة اندهشت جدًّا من تصرّف المندوب وحرصه على عدم الوقوع في أي مخالفة واتقائه الله سبحانه وتعالى في شغله، رغم إن أي مندوب أسهل كلمة عنده يقول لك: أنا مجرد مندوب بيوصل الأوردر ماليش دعوة بالأوردر نفسه إلا من رحم ربي!.

عشان كدا قررت أنزل رقم المندوب دا واسمه وأعمل له إعلان هنا من بعد ما خليت زوجي استأذنه طبعا وأتمنى أي حد شغال في نطاق القاهرة الكبرى وضواحيها.. إنه يتعامل معاه ويشجعه. ربنا يحفظه ويثبته ويرزقه من واسع فضله ويبارك في اللي ربوه يارب العالمين

(ملحوظة).
المنتج كان محطوط في شنطة هدايا مفتوحة وظاهر جدا.. عشان كدا هو شافه وشاف الديفوه اللي فيه من بعد ما استأذن اللي باعته الأوردر.. يعني هو ما تعدّاش على خصوصيات بأمانة.

ومن بين المنشورات المستنكرة، كتبت صفحة "قاوم" : بيوصلنا منشور عن ان شاب بيشتغل مندوب توصيل ملابس حريمي  كلم صاحبة الاوردر ويقولها الاوردر فيه عيوب وفتح الاوردر ، لا وكمان بيسألها هتخرجي بيه بره !!.

وكمان طلب يكلمها علي الواتس اب   لانه ميحبش يكلمها فون وبعدين نتفاجيء ان السيدة بتروج ليه وعلي ان هذا سلوك منضبط، الحقيقة هذا باطل كل ما حدث من البوست المنشور هو كوارث اخلاقية منحبش نشوفها في مجتمعنا .

 - خيانة امانة .
-اختراق الخصوصية .
-تتبع العورات .
-التسلط علي الاخرين .

نوضح مهام مندوب الشحن هو وظيفته بياخد الاوردر من المحل يوصله للعميل فقط وبتكون المكالمة كالتالي قبل الوصول للعميل.

السلام عليكم حضرتك في اوردر ليكي باسم كذا من محل كذا.

بيوصل للزبون بيسلمه الاوردر وبيستني العميل يتأكد ان كل حاجه تمام وبيستلم الفلوس وبابتسامة لطيفة تحت امرك يافندم وبيمشي.

ولو في اي مشكلة مع العميل الاوردر غلط هو بيقوله وبيكلم المحل وهو واقف وبياخد الاوردر تاني بيرجعه.

دي مهام عامل التوصيل في كل المجالات .

ونصيحة للشباب حضرتك شوفت ان في اب شغلانة غير مناسبة ليك متشتغلهاش ومتقربش منها، لكن متحطش لنفسك استحقاقات وتمارس سلوكيات لا اخلاقية بداعي التدين الوهمي والتنطع علي الاخرين .

الدين بينظم حياتنا للأفضل وبيقولنا اجتنبوا الشبهات ، وابعدوا عن ايذاء الاخرين بالقول او الفعل .

وجاء بنهاية منشور قاوم :" فياريت متنشروش سلوكيات منافية للاداب العامة والاجتماعية والدينية وترويجها علي اساس هذا تدين فالدين يستبرأ من تلك السلوكيات.

وعلق راجي امير  :" أنا حتى لو عايز أتكلم عن تريند مندوب توصيل الشحن في حلقة من برنامج (تريند الإذاعة).. هقول للناس إيه.. مندوب شركة توصيل فتش في أوردر ملابس داخلية لسيدة وكلمها يسألها لو كانت هتلبس الهدوم دي في البيت ولا برة البيت علشان لو برة البيت يبقى حرام شرعا ومش هيوصلها.

مضيفا :"  إزاي وصلنا إن يبقى أصلا عندنا تريند عندنا عبارة عن "كل*ت" بنتكلم فيه وشاغلين دماغنا بمصيره.. وإزاي فيه ناس شايفة التدخل في خصوصية الناس وتفتيش الأوردرات وانتهاك الخصوصية وإصدار أحكام شخصية ودينية بخصوصها أمر يستحق الثناء والمدح.. فيه إيه يا جدعان هو إحنا عايش وسطنا بعض كائنات الزومبي !.

وارفق صورة  لمندوب التوصيل وهو متقمص شخصية الأبطال الخارقين وبيفتش في الأوردرات على المخالفات الشرعية وسط تصفيق السيدة صاحبة الأوردر وسعادة زوجها على تفتيش الملابس الداخلية لزوجته !.

كما علق حساب باسم دميانة :" بمناسبة تريند مندوب التوصيل، أنا لو وصلني أوردر مش متغلف كويس ومتكود وعليه رقم الطلبية مش هستلمه، أصل الأمانة وعدم التعدي على خصوصيات الناس أ ب الإيمان والتقوى يا شوية مثاليين.

ولو شركة أو سيلر قالتلي "أصل رأي المندوب ف الأوردر اللي طلبتيه" هزعلها هى والمندوب، مش باقي إلا مندوب توصيل كمان يقول رأيه ف اطلب إيه ومطلبش إيه ويعرف أنا هلبس إيه إمتى وفين، دا إيه الفلح وقلة الأدب والتنظير دول.

والناس اللي موافقة على إن واحد غريب يشوف حاجة شخصية زي دي لا وكمان ببجاحته يسأل هتلبسها فين وشايفة دي حاجة طبيعية؟! ويبقى فيه نقاش بقى بين المندوب والسيلر عن لبسها وياترى هتلبسه فين وشارياه ليه؟ بجد؟!.

وكتبت ندا :" أولاً: حسبي الله ونعم الوكيل في اللي دخل الأشكال دي فيس بوك، ثانياً: منه لله اللي علمهم الإيموشنات المستفزة دي، ثالثاً: المندوب مهمته وشغلانته يوصل الأوردر فقط لا غير وأي أوردر يكون مفتوح ويكون في نسبة ١% إنه شافه ممنوع التعامل معاه تاني مهما حصل ويتعمله ريبورت كمان ويا حبذا لو إتفصل ويروح يشتغل شغلانة غيرها مدام غير جدير بيها، لأن دا إسمه تعدي علي الخصوصية يا عديمين الخصوصية.

رابعاً: محدش بيبيع حاجة ليه دعوة ولا يسأل دي هتتلبس فين وإلا يروح يشوفله شغلانة تانية، أو يروحوا ينعزلوا ف مسجد لحد ما يموتوا ويقفل علي نفسهم مدام مدام الإيمان طافح عليهم أوي كدا!!.

خامساً:أي حد موافق مع الهبل اللي المجنونة دي كتباه عندها دا ماهو إلا أهبل ومجنون زيها..وشكراً.

وقال الصحفي محمود التميمي، انه أجرى اتصالا مع المندوب، وكشف تفاصيله عبر صفحته على فيسبوك قائلا : بخصوص موضوع مندوب التوصيل الذي رفض نقل ثوب اشترته فتاة لأنه غير شرعي !! .. قررت الإتصال بالشاب المندوب مباشرة حيث أن " الإخوة و الأخوات " المحبين لفعل أخوهم المندوب نشروا رقمه لدعمه .. لم احتمل قراءة الأمر من خلال البوستات الساخرة أو تلك المؤيدة .. غريزة الصحفي بداخلي و النزوع إلى التأكد من الرواية جعلوني اتخيل أن في الأمر خدعة ما إذ يستحيل على فهمي و نحن في القرن الحادي و العشرين أن يمتنع أحدهم عن اداء عمله الشريف الذي يتقاضى عليه أجر و أمرنا الله أن نتقنه بحجة أنه يساعد فتاة على الفسق لمجرد أنه قام بتوصيل ثوب اشترته هي و يراه هو غير شرعي !! .

وتابع :"  اتصلت بالولد و سألته عن حقيقة ما جرى و أخبرته بعملي  الصحفي و بإني أسجل السؤال و الجواب لنشره - بمسجل خارجي فأنا لا امتلك تطبيق لتسجيل المكالمات ولا أحب ذلك - فكان رده أن الأمر حدث بالفعل فهو يرفض أن يساعد أي فتاة على إغضاب الله و فتنة الشباب و لذلك يخبر الشركة التي يعمل معها بأنه لن يقبل توصيل أي ثوب غير شرعي من وجهة نظره حتى لا يشارك في معصية .. فسألته : " كيف نصبت نفسك وصياً على أفعال الناس ؟! وظيفتك محددة لماذا تتجاوزها للحكم على الآخرين ؟"

فكان رده : " مش أنا الوصي .. ده الدين .. الدين بيقول لبس البنات ده اللي بيفتن الشباب معصية  و أنا مش هاشارك في معصية " .. فقلت له " انت تفترض لنفسك دور أكبر و أوسع من دورك الحقيقي و لا يتسق مع الفهم الحقيقي لدين ربنا "
فقال " كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر  "

*ملحوظة : هو اتصل بالسيدة صاحبة الشنطة يسألها اذا كانت ستلبس الثوب خارج المنزل أم في المنزل حتى يقرر مدى شرعية الاستخدام قبل قبول نقل جسم الجريمة في ظنه و هو الثوب و السيدة طمأنته أنها ستلبس ما في الشنطة لزوجها فقط فاستراح قلبه و الغريب أن السيدة قد فرحت لأن مندوب التوصيل يتقي الله في دينه من وجهة نظره و نظرها و كتبت هي بوست بهذا المعنى كان السبب في انتشار القصة
سألته  : هو الكيس كان فيه ايه يا عبد الرحمن ازعجك كده ؟
فقال : " فستان سواريه من اللي بيروحوا بيه الأفراح و يفتنوا بيه الشباب اللي زيي
فقلت : ". انت عندك كام سنة يا  عبد الرحمن ؟
فقال : " ١٩ سنة "
فقلت : حاول تسأل الأزهر أو دار الافتاء في تصرفك الغريب ده .. الحرام و الحلال اكبر من فستان سواريه هاتلبسه واحدة مالكش ولاية عليها و ربنا هو اللي هايحاسبها
فقال : اسألهم انت

.. ثم دار حوار طويل مرفق منه دقيقة فقط حيث رأيته حوار بلا طائل حينما يكون أحد طرفي الحوار مفترضا في نفسه أنه المتحدث باسم الدين أو الحارس الأمين عليه بينما الطرف الثاني من العصاة الذين يحتاجون إلى الهداية عن طريق الطرف الأول .. يصبح وقتها الكلام .. أي كلام .. بلا طائل
#حوار_مع_مستقبل_غامض.