مقالات جميلة
كتبها القدّيس القمّص بيشوي كامل
القمص يوحنا نصيف
كانت الطالبة (فلانة) بمعهد القطن، مضطربة وخائفة من الامتحان. دائمًا تُفكِّر في الامتحان، إلى الدرجة التي أضعفَت إيمانها واتّكالها على الله. وبينما هي في حالة ضعف الإيمان -عندما كانت ذاهبة إلى المعهد- ظهرت لها فتاة سوداء، وقالت لها:
"لا تتّكلي على الله، وأنا سوف أنجّحك". وبدأت تخبرها عن أسرار معهدها، وأسماء الأساتذة.. فبدأت الطالبة (فلانة) تنصت إليها باهتمام، خاصّةً بعد أن وعدتها بأنّها ستُعَرِّفها بأسرار الامتحان.
جاءت إليّ تحكي قصّتها، وأحسستُ أنّ هذه الفتاة السوداء هي التي ذكَرَها سفر الأعمال (أع16: 16). وقد استغلّت ضعف إيمان الطالبة، وحاجتها للنجاح.
عندئذٍ طلبتُ منها أن تعمل قنديل في البيت، ثمّ تتكلّ على الله وتصلّي، وتتناول من الأسرار الإلهيّة.
وفي اليوم التالي، قابلَتْ الطالبة الفتاة السوداء، التي قالت لها: "إيّاكِ أن تدعي أبوكِ (الكاهن فلان) ويعمل قنديل، وإلاّ أهدم عليكم البيت"، فردّت عليها الأخت، وقالت بوداعة: "يسوع معاي".
وفي اليوم التالي عمل أبونا القنديل، أمام أيقونة قديمة للسيّدة العذراء، ثمّ رشّ البيت بالماء المُصلَّى (عليه).. وفي اليوم التالي، ذهبت الطالبة للمعهد كعادتها، فوجدَت هذه الفتاة السوداء مُكسَّحة على الأرض، وهي تقول في مَسكَنة: "نور امّ النور قد أعمى عينيّ.. وسوف لا أعود أراكِ في البيت، ماعدا الحمَّام فقط، الذي لم يرشّه أبونا بالماء".
ومضى أبونا ثانيةً للبيت، ورشّ الحَمّام بالماء، ومنذ ذلك الوقت لم تَعُدْ تراها، بل تقَوَّت في الإيمان بشفاعة العذراء، ونجحت بقوّة المسيح وليس بقوّة الشرّير.
هذه قصّة واقعيّة، تبيّن أنّ ضعف الإيمان الناتج من قلّة الصلاة وقراءة الإنجيل، وعدم الاتكال على الله، والخوف من الامتحان والأمور المادّيّة.. يجعل عدو الخير يدخل ليلعب دوره.
وهذه القصّة تُبَيِّن قوّة صلاة القنديل، وشفاعة السيّدة العذراء، التي نَذكرها اليوم في صومها المبارك. شفاعتها تكون معنا آمين.
القمص بيشوي كامل
(هذه المقالة تمّ نشرها في مجلّة "صوت الراعي" عدد أغسطس 1976م)
+ + +
بركة صلوات أبينا القدّيس القمّص بيشوي كامل تكون معنا. آمين.