الجزء الثانى
Oliver كتبها
-أصوات تهليل و تعظيم  و أنا قابع خلف حجرالمعونة أسمع و أترقب.لأن حفنى  ابن رئيس الكهنة صرخ فينا أن نتوقف عن القتال حتى يصل التابوت من خيمة الاجتماع .يقترب الصراخ حتى تكاد الأرض أن ترتعد و سهل البحر يرتج.إنه التابوت حتماً يقترب .صار الآن على مرمى البصر .كنا فى إرتباك عظيم.هل نسجد قدام التابوت أم ننتصب و نحارب.هل أقف و أتأمل كيف يبدو التابوت أم أنتبه لجحافل الفلسطينيين.هل نحيط بأعداءنا أم نلتف حول التابوت لئلا يمسه شر؟ تشتتنا الآن و صار التابوت عبئاً علينا.كنا نريده أن يحمينا فإذا به يحتاج الحماية.من هذا الذى جلب علينا الموت .نحن ننهزم بضراوة منذ أن وصل التابوت .يا ليته ما وصل.

- لم يعد بوسعنا أن نعرف ماذا نفعل.الكهنة لم يقولوا لنا شيئاً و لم تكن لنا نبوة قبل الحرب. لا نبي يصرخ عنا و التابوت المهيب صار يتأرجح من يد ليد حتى إختفي عن أنظارى. بعد ساعات من الكر و الفر لم أعد أعلم أين أنا مع أننى في مدينتي أفيق حيث تقوقعنا. وقتها علمت أننى سأموت فقلت لنفسي أصرخ لتحيا أصرخ لتحيا فصرخت إلى الرب ثم وجدت رأس فينحاس إبن عالى ترتطم بصخرة قدامى فإنذهلت و تداريت متسائلاً ماذا حصل للتابوت إذن؟لأن إبنى عالى كانا يحرسان التابوت.

- خفت من رأس فينحاس ,هرولت مبتعداً فوجدتني أتعثر فى رأس حفنى.من بقى إذن ليحرس التابوت؟ ليت أوشيريا زوجتى ههنا كى تلملم الرؤوس.ما ودعتها حين خرجت فهل سأعود إليها؟تركت الحرب و تواريت .صرت أهرب من الجثث المتناثرة.كلها عبرانى.فأين إذن جثث أعدائنا؟ أظن أننا جئنا لننهزم لأننا لم نحارب كما ينبغي.كل القتلى لم تؤلمنى بقدر ما تألمت حين سمعت صياح البقية الباقية تهتف.ضاع التابوت و مات الكهنة.فروا إلى أورشليم فروا لأنه لا نجاة إلا في صهيون.و فررت.

- كنت أسير عائداً بوجهى المغفر الذى حرقته شمس الظهيرة.أين لنا بلسان ينوح على التابوت.أضف إلى مراثيك مرثاة يا إرميا.أنظر يا إشعياء و وبخ الشعب الذى أضاع التابوت.ويحي ويحي.شجر الكافور قد إنحنى و أرز لبنان تكسر.سقطت الشوامخ و تهدمت التلال لأن تابوت عز الرب سار بعيداً.نحن ضيعناه و هو أضاعنا يوم أخذناه عوض الرب و خشيناه أكثر من صاحبه و مؤسسه.الجثث فى الأرض عار صنعناه بأيدينا. ليس لإسرائيل مجد و هو عاصى.تاه يوم جعل المقدسات بدائل عوضاً عن الله.تدمع السماء و تقشعر الأرض و صخور الوادى تنبع مرارة. إلهنا غيور. أين لنا بكلام نقوله قدام  أدوناى يهوه العظيم و قد أضعنا تابوته؟السحب تفتل فتائل الغضب و علينا ينهمر السخط لأنه يوم بلا راحة .كل الوقت خسائر لا تنقطع.أناشيد الأسر إنهمرت كالسحب الكثيفة.الشمس ترسل علينا القيظ كالقذائف فمن أين يتنفس الصدر و كيف يقوى النبض و الفقدان يكويه.

-كلما إقتربت إلى شوارع أفيق الداخلية تحيط بنا النساء و الأطفال.نحيب من الخيام و الديار يلف الأرض. بسؤال واحد.يتسائلون بإندهاش يتأوهون : هل حقاً ضاع التابوت.كيف سنعيش هنا؟هل ياتى الفلسطينيون و يأسروننا بعدما أخذوا التابوت؟ماذا حدث؟كانت كلها أسئلة و كانت كل إجاباتنا دموع و صمت و حسرة.وصلت إلى أوشيريا.لملمتنى و خبأت دمعى بيديها و أخذتنى إلى خباءنا فإرتميت كالميت و لم أقوى على النطق وقتاً طويلاً.

- لم يقوى تفكيري علي التفسير.كنت أتمني أن أرى التابوت لكننى أبصرت ظله و هو يضيع بين أيادى الفلسطينيين.كيف لم ينقذنا التابوت؟لم يكن هذا سؤالى وحدي بل كان سؤال الكبير و الصغير.نظرت أوشيريا بغضب نحو الغبار الآتى من الخارج و قالت :لأننا لم نكن نريد الله فإنهزمنا.كنا كمن يجبر الله على دخول معركة لم يصرح لنا بها.لم نسمع نبي تشفع من أجلها و لا سمعنا منهم أن الله تكلم.لذلك تركنا.فالله يختار حربه و ليس نحن نختار لله.أى حرب بدون بركة الرب هزيمة محققة.كنت أسمع أوشيريا و داخلى لوعة لكننى بما قالته مقتنع.لكن ما حدث فى غياب التابوت رهيب.إنتظرونى ألتقط أنفاسى ثم أستكمل لكم قصتى.