اندراوس عبد المسيح
بدون الايمان بالله لن يصبح لحياتي معني , فأنا ولدت لكي اعيش سنوات معينة ثم اذهب الي الفناء والعدم , وهكذا كل مخلوق الي العدم فهذا التصور يجعلنا نشعر ان لا قيمة لحياتنا ولا معني ولا اهمية , ولكن بالايمان نحن نعيش علي رجاء القيامة ثم الخلود والاتحاد الله . ولكن بدون الايمان بالله ما معني الحياه فتكمن أهمية الحياه بالايمان بالله .
بدون الايمان بالله تصبح الحياه قاسية جداً فالبعض يعيش في رفاهية والبعض في ضيقات وألم وماذا يجعل المتألمين يحتملوا الضيقات سوي الحياه الأفضل في ملكوت السماوات ؟ فبدون الايمان بالله تتحول الحياه الي جحيم وظلم قاسي ربما يقود كل المتألمين علي الانتحار وانهاء حياتهم فلماذا ينتظرون وهم ليس لهم اى رجاء في الله ولا في الحياه الأبدية ؟
ان كان المؤمن يعيش في سلام وطمأنينة بسبب الايمان بوجود خالق غير محدود محب وصالح فتصور الحياه بدون الايمان بالله يجعل الانسان مضطرب جداً وفي قلق دائم , قلق من كل شئ حوله , قلق علي حياته وعلي حياه اسرته وعلي حياه كل من يحبهم فلا يؤمن بوجود ضابط للكون , بل قلق من الطبيعة ومن الأمراض ومن الكوارث الطبيعية , فالذى قاد داود النبي ان يقول إن يحاربني جيش، فلن يخاف قلبي. وإن قام على قتال، ففي هذا أنا مطمئن" (مز 27: 3) هو الايمان بالله فعدم الايمان يجعلنا نقلق ونعيش في رعب وخوف دائم .
ان كان الايمان يعلمنا حياه التسليم الكامل لله فعدم الايمان او تصور الحياه بدون ايمان حياه تمرد علي كل شئ , شكوي دائمة من كل ظلم نتعرض له , حياه بلا احتمال .
لقد قرأت كتاب عن الله والألم فكان يتعجب الكاتب من مشاعر المتألمين الملحدين '> الملحدين بدون الايمان بالله فالايمان يجعلنا نثق في الله و نحتمل التجارب من اجل الله وعلي رجاء فالحياه ستكون مؤلمة للغاية بدون الايمان .
تصوري لحياه بدون الله كالغابة فيما القوي يقتل الضعيف و ليس فيها اى مبادئ او قيم او اعتبار لدينونة , ان كان الضمير فطري فمن وضع ما بالفطره سوي الله , عدم وجود الله يقودنا الي ارتكاب كل ما هو يلذذ الجسد بلا ضابط وبلا الاحساس بوجود خالق من الاساس يري كل شئ ويحاسب علي كل شئ .
بدون الله تتحول حياتنا الي حياه سجين محكوم علية بالأعدام وفي انتظار تنفيذ الحكم يا لها من مشاعر مؤلمة للغاية , فمن يحتمل كل لحظة وكل يوم خوف تنفيذ حكم الأعدام فيه , ولكن المؤمن بوجود الله لا يخاف الموت نفسة لأنة يعرف انة مجرد رقاد يقودنا الي حياه اخري والي ابدية لا تنتهي .
نحن هنا ننظر لقيمتنا علي اننا اولاد الله وفي انتظار حياه اخري و مجد اخر ما لم تراه عين وما لم تسمع به اذن .
تأملت في يوم ما وقلت ما الفائدة من كل عمل نعملة تحت الشمس , ما الفائدة من الانجازات العلمية والطبية و من معاهدات السلام و غيرها من هذه الأمور لن اجد اجابه سوي الرجاء بالأبدية فقيمة الانسان تكمن في وجود الله وبدون الله كل عمل نعملة لا معني له ولا معني اصلا لأعمال الخير و لا معني لأى فضيلة من الفضائل .
ما الذى يجعلنى اعيش لغيري ان كنت أتبخر ولا أوجد بعد الموت , الخلود هو الذى يجعلني شخص غير اناني ,
بدون الايمان سيصبح الانسان مثله مثل اى حياه لا فرق فكليهما نهاية واحدة , ما الذى يميز الانسان عن البهيمة ؟ ما الذى يميزة عن اى حيوان في الغابة سوي الخلود
تصوري الشخصي بدون الايمان بالله سوف اطالب بعدم الانجاب لتوقف جلب اطفال للألم والمرض والموت و الخوف والزعر فكل البشرية تأن وتتمخض فالذى يجعلنا ننجب اطفال هو الايمان بالحياه الاخري و الايمان بأنهم خالدون مثلنا و لهم أبدية افضل بكل تأكيد .
حتى الموت من أجل الدفاع عن الاخرين او التضحية تصبح غباء وليس عمل نبيل , فما الذى يجعل أحدهم ان يموت من اجل الوطن او من اجل الاخري او حتى الدفاع , بدون الايمان تتحول الحياه الي جحيم بالفعل .
لا اخلاق لا قيم لا فضيلة لا محبة لا سلام لا طمأنينة لا انجاب لا اعمال نبيلة .