ياسر أيوب
اتحدت 779 جزيرة صغيرة و18 جزيرة كبيرة فى المياة الفاصلة بين شمال المحيط الأطلنطى وبحرالنرويج لتأسيس دولة حملت اسم جزر فارو .. دولة يعيش فيها 54 ألف شخص وتتمتع بحكم ذاتى تحت التاج الملكى الدانماركى .. وربما كانت المرة الأولى التى يسمع فيها كثيرون هنا عن جزر فارو بعدما فازت عليها مصر أول أمس فى دور الثمانية لبطولة لعالم لكرة اليد تحت 19 سنة فى كرواتيا .. وكانت مباراة مثيرة تقدمت فيها جزر فارو على مصر بفارق هدفين قبل 22 ثانية فقط من نهاية المباراة واستعد لاعبو الجزر للاحتفال بالتأهل لقبل نهائى البطولة لكن المصريين كان لهم رأى آخر .. وفى 22 ثانية فقط وبأداء أذهل الجميع وروح عالية تعكس انتماء حقيقى وجميل لوطن وأهل ..
تعادل المصريون ثم فازوا بالمباراة وتأهلوا لقبل نهائى بطولة العالم .. ورغم الخسارة اكتسب لاعبو جزر فارو احترام الجميع بمن فيهم المصريين وإشادة الاتحاد الدولى بما شهدته لعبة كرة اليد فى جزر فارو من تطور ونجاحات وانتصارات رغم أن اتحادها لكرة اليد لم يتأسس إلا فى 1980 .. وبعيدا عن كرة اليد .. كانت جزر فارو تحتفل منذ أسبوعين بإنجاز جديد للجزر فى كرة القدم حين أصبح نادى كلاكسفيك هو الأول من جزر فارو الذى يصل لدور المجموعات فى دورى أبطال أوروبا بعدما اجتاز الدورين التمهيدين الأول ولثانى للبطولة .. وبصرف النظر عن أى نتائج لهذا النادى فى دورى أبطال أوروبا ..
فالفرحة كبيرة بالفعل واعتزاز واحترام منحهما سكان الجزر لهذا النادى وهم أصلا من عشاق الرياضة ويحبون كرة القدم وكرة اليد والكرة الطائرة والسباحة والتجديف والريشة الطائرة .. لكن تبقى كرة القدم هى اللعبة الأولى فى كل الجزر ويلعبها رسميا أكثر من 7000 لاعب ..
وتحظى جزر فارو باعتراف الاتحادين الدولى والأوروبى لكرة القدم تماما مثل كرة اليد وباقى الألعاب الأخرى أيضا .. إلا أن مأساة جزر فارو الرياضية التى بدأت من 1984 هى محاولة إقناع اللجنة الأوليمبية الدولية للإعتراف بجزر فارو حيث لا تزال اللجنة الدولية ترفض ذلك وتعتبر جزر فارو جزءا من مملكة الدانمارك ولن تسمح بمشاركة لاعبيها فى أى دورة أوليمبية إلا تحت العلم الدانماركى .. وكانت واحدة من الحكايات الغريبة والحزينة التى شهدها العالم الرياضى طيلة سنين كثيرة ماضية ..
فجزر فارو تملك عضوية رسمية فى 12 اتحاد رياضى دولى لكرة القدم وكرة اليد والجودو والريشة الطائرة والتجديف والرماية والسباحة وتنس الطاولة والقوس والسهم والتايكوندو والكرة الطائرة .. ويتساءل مسئولو وأهل جزر فارو عن سر هذا التناقض وكيف تعترف اتحادات دولية تابعة للجنة الأوليمبية الدولية التى لا تزال ترفض الإعتراف بجزر فارو ..
وحين تقول اللجنة الدولية أنها ترفض الاعتراف بمن لم يعترف العالم السياسى باستقلالهم يرد عليها أهل الجزر بحكاية بورتوريكو التى ليست مستقلة لكن اعترفت بها اللجنة الأوليمبية الدولية .. وكانت جزر فارو إحدى الدول المؤسسة للجنة الباراليمبية الدولية وشاركت فى كل دوراتها الباراليمبية منذ 1984
نقلا عن المصرى اليوم