ياسر أيوب
في يونيو الماضى.. أعلن إيلون ماسك مالك تويتر، أو × حاليا، استعداده لمصارعة مارك زوكربيرج مالك فيسبوك.. ولم يتردد مارك في تأكيد موافقته واستعداده هو الآخر لهذه المواجهة.. وعلى الرغم من أنه لم يتم بعد الاتفاق النهائى على موعد هذه المواجهة الاستثنائية.. إلا أنه تم الاتفاق على أن تقام في روما وبنفس أجواء المصارعة الرومانية القديمة.. ورغم صعوبة إقامة هذه المواجهة داخل الكولوسيوم، حيث كانت تقام مباريات المصارعة في زمن الإمبراطورية الرومانية.. إلا أن جورجيا ميلونى رئيسة الحكومة الإيطالية وجينارو سانجيليانو وزير الثقافة أكدا سعادتهما بإقامة هذه المواجهة في روما، كإحياء واحتفال بالتاريخ الرياضى الرومانى، وأيضا الملايين التي ستأتى كدخل من مشاهدتها، وسيتم تخصيصها بالكامل لدعم مستشفيات علاج الأطفال.. والمؤكد أن كثيرين جدا في كل مكان بدأوا ينتظرون هذه المواجهة وسيحرصون على مشاهدتها بحسابات ومعان ستختلف من شخص لآخر..
فهناك من سيراها مصارعة بين تويتر وفيسبوك.. وهناك من يسوقه فضول لمعرفة كيف سيخوض ماسك البالغ من العمر 52 عاما هذا القتال مع مارك البالغ من العمر 39 عاما والذى يمارس الألعاب القتالية وسبق له الفوز فيها ببطولات.. فالإيطاليون لم يكونوا أول من يلعب في التاريخ لكنهم على الأرجح هم الذين اخترعوا فن الفرجة على اللعب، ربما بنفس الشكل الذي لا يزال قائما في العالم كله حتى الآن.. والمدرجات الحالية حول أي ملعب أو صالة رياضية مستوحاة كلها من الكولوسيوم في روما الذي اكتمل بناؤه في عهد الإمبراطور تيتوس بعد 80 عاما على ميلاد المسيح.. ففى الكولوسيوم كانت هناك المقصورات والمدرجات يجلس فيها المشاهدون للفرجة على المصارعين يتقاتلون في ساحة الكولوسيوم.. فلم تعد هناك حاجة لأن يلعب الناس طالما أصبح هناك من يلعبون بالنيابة عنهم، سواء كان هؤلاء اللاعبون مصارعين محترفين لهم شهرتهم ومكانتهم، أو عبيدا لا قيمة لحياتهم يتم اقتيادهم للكولوسيوم لمصارعة الأسود والثيران والخنازير البرية.. ويستمتع من يجلسون في المدرجات بالفرجة دون حاجة لبذل أي جهد أو خوض أي مغامرة.. وحين سيقام لقاء المصارعة الاستثنائى بين مالكى تويتر وفيسبوك..
سيكون في حقيقته استمرارا لنفس الفرجة كفن اخترعه الرومان واستفادت منه الرياضة إلى أن جاء زمن السوشيال ميديا، حيث أصبح الملايين هم المشاهدين الذين يستمتعون.. فكل تطبيق للسوشيال ميديا اليوم أصبح ساحة كولوسيوم إلكترونية متطورة لكن بنفس القواعد ونفس الاستمتاع بالفرجة ونفس ضحايا الحيوانات المتوحشة التي تفترس آخرين، ظالمين أو مظلومين.. ولأن الرومان في الكولوسيوم لم يبتكروا فقط فن الفرجة إنما أضافوا لهذا الفن فكرة اختيار من تسانده وتشجعه أثناء الفرجة.. وأضافت هذه الفكرة للفرجة مزيدا من المتعة والإثارة.
نقلا عن المصرى اليوم