محرر الأقباط متحدون
تعقد في سيغوفيا، من ١٢ وحتى ١٥ من آب أغسطس، الجمعية العامة للـ HOAC، حركة العمال المسيحيين للعمل الكاثوليكي الإسباني، تحت عنوان: "بناء الجسور، وهدم الجدران. الكنيسة في عالم العمل تنسج روابط الأخوّة"، وللمناسبة وجّه الاب الأقدس رسالة إلى المشاركين طلب فيها منهم أن يرافقوا، كمسيحيين، جميع الذين يمرون بأوقات عصيبة في العمل.
 
سلّط البابا فرنسيس الضوء في رسالته على ضرورة أن ترافق الكنيسة من ضواحي عالم العمل الأشخاص الذين يمرون بلحظات عمل صعبة، وكتب إنّه من الضروري أن تسير معهم وتصغي إليهم وتساعدهم في العثور على حلول دائمة. لأنه لا يكفي مجرد إلقاء خطب أو القيام بأفعال منعزلة؛ وإنما على المسيحيين أن يكونوا على الدوام شهودًا للتضامن والدعم تجاه الذين يجدون أنفسهم في أوضاع هشاشة على صعيد العمل والمجتمع، وأن يشجّعوهم لكي لا يفقدوا الثقة ويبحثوا عن فرص لكي يدخلوا مجدّدًا في عالم العمل. إنَّ عملنا كمسيحيين، كتب البابا لا يُحدُّ فقط داخل جدران كنائسنا، بل يدفعنا لكي نخرج للقاء الاشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى محبّتنا وإخوَّتنا.
 
وفي الرسالة تحدث الأب الأقدس مع المشاركين حول موضوع الجمعية، معربًا عن "تقديره العميق لتفانيهم والتزامهم الثمين للاستمرار في كونهم كنيسة تسير في عالم العمل. بعدها ذكر البابا فرنسيس بما كتبه في الإرشاد الرسولي "فرح الإنجيل" حيث شدد على أهمية العمل كمكوِّن أساسي للحياة والكرامة البشريّة. وقال إنه ليس مجرد نشاط إنتاجي، ولكنه وسيلة نتعاون من خلالها مع الله في عمل الخلق ونحقق أنفسنا كبشر، "لأنه في العمل الحر والإبداعي والتشاركي والداعم، يعبر الإنسان عن كرامة حياته وينمّيها". إنَّ العمل بجميع أشكاله، تابع البابا فرنسيس يقول سمح لنا بأن نكون مشاركين في الخلق وبأن نشارك في بناء عالم أكثر عدالة وأخوّة. "نحن مدعوون لكي نكون أشخاصًا – جرّات لكي نعطي الآخرين ليشربوا. في بعض الأحيان قد تتحوّل الجرّة إلى صليب ثقيل، ولكن على الصليب حيث طُعن بحربة، أعطانا الرب نفسه كينبوع ماء حيّ. فلا نسمحنَّ لأحد بأن يسلبنا الرجاء!
 
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أشجعكم على الاستمرار في نسج روابط الأخوة، وحمل نور الإنجيل وبناء مجتمع أكثر عدالة. وأحثكم على أن تستمروا في كونكم شعب الله "في خضم الحياة العملية" وأن تواصلوا نسج قصص الحب والعناق... إن الكنيسة تحتاج إليكم". ليرشدكم الروح القدس في عملكم ويقويكم في التزامكم اليومي. أشكركم على تفانيكم وأبارك جمعيّتكم. "لنمضِ قدمًا، ولنقدم كل ما لدينا، ولكن لنسمح للرب أن يخصِّب جهودنا كما يحلو له. ورجاءً لا تتوقفوا أبدًا عن الصلاة من أجل السينودس ومن أجلي.