حمدى رزق
«هانى أمان» الرئيس التنفيذى للشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومبانى» يناشد المدخنين ضرورة تغيير عاداتهم المزاجية، وعدم التكالب على شراء السجاير والتخزين، ما يزيد من الضغط على الأسواق ورفع الأسعار.
ابتداء، السيد هانى ليس مدخنا، وانتهاءً المدخنون لا يتكالبون، ولا يخزنون، ولا يحزنون، ولا يضغطون الأسواق، مفعول بهم في سوق تأمها الحيتان الشرهة!.
بلاها مناشدة المدخنين لأنها نوع من «التزييف العميق» deepfakes في سياق أزمة مخططة من جانب الاحتكارات في السوق، أزمة المدخن فيها الطرف الضعيف، مفعول به، والفاعل معلوم، ويشير إليه السيد هانى بـ «حيتان السجائر»!.
ما لا يعلمه السيد هانى، غالبية المدخنين يقترون على مزاجهم، بالكاد يدخنون، من كان بيدخن علبتين في اليوم اكتفى بعلبة، والعلبة على يومين، المدخن «مكرهٌ أخاك لا بطل» وفى رواية أخرى «مجبرٌ أخاك لا بطل»، لسان حال المدخن وهو يشترى علبة السجائر بسعرها مرة ونصفًا، الكيف يحكم ويذل!!.
ما يحزن هو استباحة «حيتان السجائر» لمزاج الناس، الحط على المزاج لتعكير مود البلد، علما، خطوط الإنتاج تعمل بكامل طاقتها الطبيعية، وحجم الإنتاج بزيادة ٣٠٪، والسيد هانى يعلم علم اليقين، هناك شفاطات تشفط الإنتاج تواليا، تعطش السوق، وتثير المواطنين، تسأل عن السجائر نهارا يقولك مفيش، تمر عليه ليلا يصليك بنار الأسعار!!.
قبل النداء على المواطن، مستوجب تدخل حكومى حاسم وعاجل، لإطفاء نار السجائر، وبالسوابق الحكومة قادرة على لجم الأسواق، فقط يتفضل السيد هانى بكتابة السعر على العلبة في مكان بارز وبخط واضح، «الباركود المخفى» دون سبب سمح لـ «تجار الأرنص» بمص دماء المدخنين.
ما يجرى في سوق السجائر «بروفة» لأزمات معيشية مخططة تواليا في السلع الأساسية، عملية تحضير أزمات سلعية في الأفنية الخلفية، إزاء مخطط خبيث، ومستوجب التدخل الحكومى الحاسم.
مطلوب قبضة قوية، إذا نجحت الحكومة في اختبار السجائر، ستجهض المخطط الاحتكارى الذي تنفذه كارتلات ممسوسة سياسيا.
الحادث في سوق التبغ (سجائر ومعسل) ليس طبيعيا، وليست أزمة عارضة يفككها زيادة الإنتاج، ما يترجم زيادة استيراد التبغ بالعملة الصعبة، ما يعنى ضغط الحكومة دولاريا في توقيت عصيب.
إزاء أزمة متعمدة، جرى تحضيرها، وتنفيذها، والعمل عليها منذ شهور، يعبثون في الدخان، الدخول على الكيف، مستهدف تعكير المزاج العام.. وهذا جد خطير.
مستوجب تحرك حكومى للجم أزمة السجائر وقاية من أزمات يجرى تحضيرها لتعكير المزاج العام في عام أزمة، لن أحدثك عن الانفلات في أسعار اللحوم، وصحيح هناك أسباب موضوعية لزيادة أسعار الزيوت، باعتبارها حرة، عرض وطلب، ولكن في أزمة السجاير، لا هو عرض ولا هو طلب، هناك تسعيرة يجب أن تحترم، ومخالفة التسعيرة يعالجها القانون.
المناشدات الطيبة تصح في سياقات طبيعية، ولكن في الأزمات المخططة التي تنعكس بالسالب على المزاج العام، لا يجوز ترك المستهلك نهبا لشهوات التجار، عادة «تجار الأرنص» ينشطون في الأزمات لمص دماء المستهلكين دون استشعار لخطورة المسلك الانتهازى سياسيا.
بات ضروريا تحرك حكومى حازم لضبط سوق السجائر، وخلية لمواجهة الأزمة المفتعلة، تقف عليها، وتدرس أسبابها، وتوفر حلولا وقائية رقابية خشية انتقالها بالعدوى إلى سلع أخرى خارج التسعيرة الجبرية.
نقلا عن المصرى اليوم