الجزء الثالث 
Oliver كتبها
- من أجل هذا بدأت قصتى.كل ما سمعتموه منى  قبلاً كان تمهيدا .الآن أكشف أمرى فهذا أول يوم فى عمرى أقضيه بغير التابوت.لقد ضاع مجد إسرائيل  يوم ضاع الفرق عندنا بين التابوت و صاحب التابوت.فلم ننعم بصاحب التابوت و لا تباركنا بالتابوت.نعم التابوت مكرم لكن كرامته جزء بسيط من مهابة صاحب التابوت العظيم. أما نحن فإستبدلنا التابوت بالله ثم تباكينا على مصيرنا.كان سلوكنا له الظاهر المقدس لكن باطنه يشابه أفكار الوثنيين.الذين يصطحبون أوثانهم كتعويذة  أينما ساروا.
 
- دخلت المخدع أنتحب فوجدت أبى و أمى هناك ينتحبان.أوشيريا لا تدرى بمن تعتني أولاً فكلنا ثكالى.قال أبى كان يجب أن يبقى التابوت فى الخيمة المقدسة.هناك نقدم العبادة لصاحب التابوت فيكون تابوته فخر بيننا.أما نحن فأخذناه بعيداَ عن مكانه المكرم و دوره المقدس..سلمناه لأعدائنا بأيدينا.فلا كرمناه و لا أنقذناه. ثم سألنى: هل حاولت إنقاذ التابوت؟ هل حاولت يا إبنى؟ صدمنى السؤال.لأننا عشنا نعتقد أن التابوت هو من ينقذنا و ليس نحن .يبدو أننا فى حاجة إلى تصحيح أفكارنا من جديد.
 
- فى اليوم التالى تداول الناس ما حدث لزوجة فينحاس إبن عالى الكاهن.يقولون أنها ولدت بعدما وصل إلى سمعها ضياع التابوت فأسمت مولودها إيخابود و ماتت بعدها فى التو.جعلت إبنها إيخابود  أى الذى بلا مجد.هكذا كأنها تنبأت بالأيام القادمة على شعبها قبل أن تموت.ألم أقل لكم أن الأسماء عندنا كنبوات الأنبياء.لم أرى إيخابود لكننى كنت أعرف أخيه( أخيا الكاهن).صارت كل إسرائيل إيخابود بلا مجد .كانت على الأرض ظلمة.لن نستطيع أن نبقي هكذا إيخابود.فما الحياة إلا أن يتمجد الله فينا.
 
- نادتنى أمى (نيسا )خفية.ما أدرى سرها.قالت أنا راحلة يا ولدى.لن يعد للأيام طعم بعدما مات الذين أحببناهم.أخوتك أبناء عمومتك ماتوا بالأمس.كل شيء مات معهم.حتى عالى رئيس الكهنة مات أمس و إبناه حفني و فينحاس  و زوجته ماتوا.لا أعرف من بقي لكي يقضي لنا.لكن إسمع يا فيديت الحلو.تحت أوتاد عتبة بيتنا إدخرت سفراً ليشوع خطه أبوك.تحت الأوتاد تجده مع أفود(ثوب للكهنة).خذهما حين تروح الهيكل.قدمهما هدية لأول نبي تقابله و قل له: ستكون أنت وتد إسرائيل ليقيم بك الرب خيمتها الساقطة.ثم إعطه الأفود لأنه أيضاً كاهن.أنا لا أعرف من سيكون .إفعل ما قلته لك و سيكون لك نصيب الأتقياء لأنك إبنى البار.هكذا كان يحلو لأبوك أن يلقبك حين كنا نجلس و نتسامر ايام السلام.سنذهب إلى وادى إبن هنوم أنا و أبوك و لا نعلم متى سنعود فإن تأخرنا إفعل ما قلته لك.
 
- لما قالت لى أمى هذا تألمت.أنا أعرف أن وادى هنوم هو وادى يشبه الجحيم من كثرة القتلي فيه حتى أسميناه وادى القتل و الذبح.ولهذا  أخذ إسمه هنوم أى جهنم.بقيت أصلي ألا تذهب أمى و لا أبي إلى هنوم أبداً.لكنها ساعات قليلة و رحلا معاً.ليس إلى وادى هنوم لكن إلى وادى ظل الموت .الآن علمت أن موتى الحسرة أكثر من موتى المعارك.ظللتنا سحابة من الحزن طويلاً.حتى أفقت و نقبت على ميراث أمى و وجدت السِفر و الأفود مطويان فى صندوق كالكنز فأخذناه و غادرنا أنا و أوشيريا لنتمم الوصية.
 
- سرت منحنى الرأس  نحو الخيمة المقدسة التى  بلا تابوت و بلا رئيس كهنة.فى يدى وصية أبي و أمى كأنه تابوت خاص لنا.إنه سفر يدون ما صنعه الرب بيشوع البار و فى بعضه هوامش بخط أبى عن بيوت أقرباءنا التى إقتنوها لسبط أشير.هذه أول مرة أعرف أن جدى الأكبر كان فى شيلوه ضمن ثلاثة رجال مثلوا سبط أشير  فى القرعة التى أجراها يشوع للأسباط السبعة وقت تقسيم المدن.ليتني كنت هناك يا يشوع لأراك.ليتني سبقت الزمن و لم أحيا إلى يوم غاب فيه التابوت.
 
- وصلت بعد أيام إلى تلال صهيون.أوشيريا متوجعة لكنها رائعة فى الشكر رغم أوجاعها.سألتنى كيف سنعرف النبي؟فكرت قليلا ثم أجبتها : لا أدرى لكن ربما لأنه نبي هو سيعرفنا و يستدعينا.أكملى صلاتك يا أوشيريا لأن دواء الهموم هو صلاة القلب المنسحق.الرب سيستجب و سيري لنا طريقة مع النبي الكاهن الذي لا نعرفه.
 
- قبل أن أصل إلى مرحضة النحاس من شدة الألم غفوت.سمعت أصواتاً تتقاطع معاً.ثم جاء الذى تمنيت أن أراه.يشوع المحبوب.فلمسنى قائلاً قم يا فيديت.إسرائيل ستتوب و تتنقى.كل توبة تجعل الخسارة ربح عظيم.أدخل من هذا الباب و إسأل عن رجل أسمه إيل.شموئيل هو يسمع الله بالقلب و بالأذن.إعطه رسالة أبيك و هو يباركك لأنه رجل الله الذى بصلاته يرفع عنكم الغضب.فقمت منتبهاً و أنا أردد إسم النبي .شموئيل صموئيل.
 
-إستفقت. دخلت الباب و فى يدى أوشيريا متلهفة.فبادرنى رجل قائلاَ .هات رسالتك.و تعال أباركك.أعطيته الرسالة و لبس الأفود و باركنا معاً.قال لى لا تعد متألماً فهذا ليس التابوت الوحيد الذى سيتغرب و يذهب إلى أعداء شعب الله لكن التابوت الأعظم سيتغرب أيضاً و يبقي فى مصر ثلاثة أزمنة و نصف. قلت له ما دمت قد أوصلت الرسالة فالآن أنطلق.