Oliver كتبها 
- الله كامل فى قداسته.فى المجد فى كل شيء كامل فمن تصلح أن تكون أماً له حين يتجسد؟ من فيها أحشاءاً تليق بقدوس القديسين ؟ من لها روح إتضاع فتحتمل ملك المجد فى أحشاءها.من تفهم الحكمة الإلهية و تعرف تدبير الخلاص؟ من تهيأت لتكون منتبهة للصوت الإلهى فتكون أم الكلمة؟
 
- من هذه الساكنة على الأرض التى تجد السمائيات بين يديها و تبقى وديعة؟ من لها أعين الشاروبيم لكى تسبح الجالس على ركبتيها؟من هذه المتأهلة لتكون مسكناً للقادم من الأعالى ؟و نقطة تلاقى الله مع البشر؟من التى من عندها سينطلق حتى يتمم الخلاص؟ من هذه أم العريس؟
 
- من التى تحتمل فى بطنها النار الآكلة.من التى تر الرب طفلاً و لا تندهش؟ من التى تختبر المتجسد حين يخضع لها؟التى دارها لا تتوقف عن إستقبال السمائيين و فى كل حين يأتون لتمجيد إبنها ؟من مثل العذراء يعيش مع الأمور العجيبة فى صمت؟
 
- من التى تستوعب لغة العهد الجديد قبل كل الناس؟  و تدرك أول الكل تغير المفاهيم من الرمز إلى الحقيقة؟  من تؤمن أن الله يتكون داخلها  و تصير  أول من سيرى الله وجها لوجه حين يتجسد؟ من مثلك ينادى إبن الله يا إبنى.تقبله إبن الله و تقبله إبنها.تقبله طفلها و تقبله مخلصها؟ من ترى رب الكل يتألم كالرضعان و ترى البرد يقرصه و حر الصيف يرهقه و تبقى فيه متأملة كعارفة بسره؟ترى الهيكل الحى ينمو قليلاً قليلاً كشبه البشر .من ترى كل هذا و تحفظه فى قلبها بصمت و إندهاش؟
 
- من التى تتحقق من عندها كل النبوات و تتوقف عندها تلميحات العهد القديم.فتقف فى المنتصف بين عهدين فى تقوى.تأخذ الطفل ليتمم كل تعهدات الناموس و هى مدركة أنه غير محتاج لهذا كله.إن فهم هذا الصبى الإلهى لا يمكن أن يتم دون معونة إلهية.لهذا نالت أم الله معونة  نادرة غير متكررة.
 
- ما هذه الأم العجيبة.كيف تستقبل إبنها عائداً إلى البيت بعدما أقام الموتى و شفي المرضي و باح بأسرار الخلاص قدام الناس؟ كيف تستقبله بعدما رآه الجميع متسلطاً على الريح و البحر؟ كيف تراه إبنها رغم كل الآيات و الأعاجيب  و بأى مفردات تخاطبه؟ كيف تشعر حين يصل إلى أسماعها مخططات الغدر به؟ كيف تتقبل حديثه عن الصلب و الموت و هى أكثر من تعلم أنه بلا خطية؟ كيف تعيش مع سيف يجوز في قلبها و إبن هو إلهها.
 
- من مثل مريم تسمع الناس بإبنها يفتخرون و فى اليوم نفسه تسمع أنهم على إبنها ينقلبون؟ من مثل مريم تبقي صامدة فى ثقتها بإبنها رغم ما يقولون.حتى عند الصليب تبقي متماسكة قوية واثقة و إبنها يناله ما نال من آلام و أوجاع ثم موت.من مثل مريم لها إبن يقيم نفسه من الموت.
 
- من مثل العذراء القديسة مريم التي لها إبن يرفع جسدها إلى السماء فتسبق الناس كلهم فى مجد الجسد كما سبقتهم فى مجد الروح. 
 
- إنت سِرُ من أعجب أسرار الوجود يا أم الله.لن يستطيع أحد أن يدرك ما فى قلبك من خبرات روحية و جسدية مع إبنك القدوس.لذلك يبقي تطويبك قاصراً لا يكتمل إلا حين نراك فى مواطن المجد وقتها نفهم ما يفهمه البنون عن أمهم المحبوبة.