كتب - محرر الاقباط متحدون
لطالما حلم الفنان الكبير الدنجوان "رشدي أباظة"  بتنفيذ مشروع فني يجسد فيه شخصية الراهب، الذي يترك كل شيء في العالم، ليتفرغ لعبادة الله وخدمته .
 
اجتاحت السعادة اباظة عندما شعر ان حلمه سيتحقق، حيث تم العمل على الفيلم الذي يحمل اسم (الراهب) من بطولة اباظة وإخراج حسن الإمام.
 
قام صناع العمل بتصوير مشاهد منه، بعد موافقة البابا كيرلس السادس بطريرك الكرازة المرقسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية آنذاك، حسبما ذكر موقع "خبر ابيض". 
 
كان فيلم الراهب  الحلم الأبرز فنيا في حياة رشدي أباظة، لذلك عندما واجه صناع الفيلم ع أزمات مالية، لسرعان ما قرر اباظة تحمل كافة التكاليف الإنتاجية، حتى يرى حلمه هذا النور.
 
وقتها كان البابا كيرلس هو المرجع لصناع الفيلم ولكنه ودع العالم قبل استكماله فكان البديل هو البابا شنودة والذي رحب ترحيباً كبيراً وبدأ في المساعدة.
 
عرف سوء الحظ اباظة و صناع الفيلم وربما الجمهور، حيث شهدت مصر حادث الخانكة، الأول للفتنة الطائفية في مصر، فترة حكم السادات، والذي اتخذ قرارا بمنع الفيلم وأمر بوقف تصويره نهائيا.
 
كما هدد صناعه بالنفي خارج البلاد ، في حال تم استكمال تصويره، اعترض رشدي وتم طرده من مصر فترة طويلة ، كما تلقى تهديدات بالاعتقال  والنفي النهائي خارج البلاد، وترتب على ذلك ان دفن الفيلم وحلم رشدي .
 
الفيلم كان يحكي قصة حياة المطران هيلاريون كبوجي مطران القدس للروم الملكيين الكاثوليك، الا ان اباظة ودع العالم قبل تحقيق هذا الحلم، ويظهر اباظة في صورة مرتديا ملابس المطران .
 
وجاء في منشور لصفحة (كلاسيك) بعنوان 
"رشدي أباظة و مشروع فيلم لم يكتمل" :  
في عام 1974 اعتقلت سلطات الاحتلال الاسرائيلي رجل الدين المطران كابوتشي بتهمة دعم المقاومة ومناهضة الاحتلال وحكمت عليه بالسجن.
 
 وقد أرادت السينما المصرية تخليد سيرة المطران المناضل في فيلم سينمائي من اخراج صلاح أبو سيف ، تم اختيار رشدي أباظة لأداء الدور و بالفعل سافر إلى لبنان والتقى بعدد من الأشخاص الذين عرفوا المطران كابوتشي عن قرب لجمع معلومات عنه.
 
واختتم منشور كلاسيك :"  لكنه تم تأجيل الفيلم بسبب ظروف انتاجية و بعد وفاة رشدي أباظة تم ترشيح عمر الشريف و فاروق الفيشاوي،  إلا أن أسبابا  عديدة أدت لتأجيل الفيلم ثم الغاء الفكرة .
 
والمطران هيلاريون كابوتشي أو كبوجي، من مواليد 2 مارس 1922 - 1 يناير 2017م، هو رجل دين مسيحي سوري، ولد في حلب.
 
 أصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965، و عُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
 
عمل سراً على دعم المقاومة، و اعتقلته سلطات الاحتلال في آب 1974 أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاماً. 
 
أفرج عنه بعد 4 سنوات بوساطة من الفاتيكان، وأبعد عن فلسطين في تشرين الثاني 1978، وقد أمضى حياته بعد ذلك في المنفى في روما حتى وفاته.
 
كرمته السودان ومصر وليبيا والعراق وسوريا والكويت بطابع بريد يحمل صورته، كما نشر المناضل الراحل داوود تركي شعراً مخصصاً للمطران معبراً عن تقديره واحترامه العظيمين له؛ اطلقت مدينة رام الله اسمه على أحد شوارع المدينة.