محرر الأقباط متحدون
"إنَّ العالم، ولاسيما فرنسا التي كُرِّست للعذراء يحتاجان اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى حماية العذراء مريم إزاء صعوبات ومخاوف وتحديات الزمن الحاضر. لنتوجّه إليها بعزم إذن، لأنها أمنا ونحن أبناءها!" هذا ما كتبه قداسة البابا فرنسيس في رسالته إلى المشاركين في الحج الوطني الخمسين بعد المائة إلى مزار لورد المريمي
بمناسبة عيد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء وجّه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى المؤمنين الذين يشاركون في الحج الوطني الخمسين بعد المائة إلى مزار لورد المريمي كتب فيها أحييكم من صميم القلب، أيها الحجاج الأعزاء القادمين من جميع أنحاء فرنسا، وإنما أيضًا الأصدقاء القادمين من الخارج، المجتمعين في لورد للاحتفال بالذكرى الخمسين بعد المائة للحج الوطني بمناسبة عيد انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء. أتّحد معكم في الصلاة الحارة التي توجهونها لأمنا الحبيبة، لاسيما في عيد ١٥ من آب أغسطس. في الواقع، أعلن سلفي البابا بيوس الحادي عشر أنه "تحت عنوان انتقالها إلى السماء، تم اختيار العذراء مريم أمَّ الله لكي تكون الشفيعة الرئيسية لكل فرنسا أمام الله". وقد ذكّر بالتعبد الفريد الذي نشأ في كل مكان في "مملكة مريم"، منذ الأزمنة البعيدة، كما يشهد قديسو وملافنة هذه الأرض الذين ساهموا في تعزيز عبادة العذراء ونشرها، بالإضافة إلى أماكن العبادة العديدة والرائعة المكرّسة لها. وتشهد على ذلك بشكل خاص "الأم العذراء شخصيا التي بدت، من خلال ظهوراتها المتكررة، تؤيِّد وتؤكِّد على تعبُّد الشعب الفرنسي"، وفي أعلى نقطة، في مغارة ماسابيال.
تابع الأب الأقدس يقول لذلك أنا سعيد لأن العديد منكم، المخلصين لهذا التقليد الطويل من العبادة، هنا وفي كل مكان في كاتدرائيات ورعايا فرنسا، يرفعون صلواتهم إلى العذراء مريم، في ثقة بنوية كبيرة، ثقة لا تخيب أبدًا. وبالتالي أشجع الرعاة لكي يحافظوا ويعززوا الحب والحنان الذي يشعر به المؤمنون تجاه شفيعتهم الحبيبة، ولا سيما من خلال نشر أو إعادة اكتشاف أفعال العبادة الشعبية، على سبيل المثال هذه التطوافات الجميلة للخامس عشر من آب أغسطس، وهو تقليد في بلدكم منذ حوالي أربعمائة عام. إنَّ العالم، ولاسيما فرنسا التي كُرِّست لها رسميًا يحتاجان اليوم أكثر من أي وقت مضى، إلى حماية العذراء مريم إزاء صعوبات ومخاوف وتحديات الزمن الحاضر. لنتوجّه إليها بعزم إذن، لأنها أمنا ونحن أبناءها!
أضاف الحبر الأعظم يقول لتتشفّع لنا ملكة السلام لدى ابنها لكي يتحقق هذا السلام المنشود أينما يُسمع صوت السلاح. ولتبعث في قلوب الجميع مشاعر محبة أخوية حقيقية، لكي تنمو المجتمعات بانسجام في احترام الآخر، وحفظ كرامته وحقوقه، وحتى لا يُترك أحد في الخلف. ولتحمِ والدة يسوع العائلات بطريقة خاصة: الوالدون الذين يتحملون العبء اليومي لمسؤولية ثقيلة. الشباب الأغنياء بالإمكانات، والذين غالبا ما يكونون قلقين بشأن مستقبلهم، أو للأسف يعوقهم العديد من أشكال العبودية؛ المسنون الأغنياء بخبراتهم وحكمتهم، والذين يتم في كثير من الأحيان إهمالهم والتخلي عنهم. ولتُعزِّ المرضى والوحيدين والمهمشين والمنفيين أو اللاجئين، وجميع الذين يتألّمون...
وختم البابا فرنسيس رسالته بالقول أيها الحجاج الأعزاء، في هذا اليوم الذي نتأملها بجسدها ونفسها في مجد السماء، لتعزز إيماننا بالحياة الأبدية التي وُعدنا بها، ولتُحي رغبتنا فيها، لكي نتوب ونجدد التزامنا كتلاميذ مرسلين للمسيح لدى إخوتنا. هو وحده الصخرة، التي يثبت عليها رجاءنا الذي لا يتزعزع، والتي يجب أن نبني عليها حياتنا ومجتمعاتنا. في هذه المشاعر، وبفرح كبير، أمنح بركتي لكل واحد منكم، ولجميع الذين يكرمون في هذا اليوم سيدة الانتقال، ولجميع المؤمنين في فرنسا ورعاتهم.