كتب - محرر الاقباط متحدون 
وجهت مطرانية بورسعيد للاقباط الارثوذكس، رسالة بمناسبة صوم السيدة العذراء، بعنوان " العذراء مريم والتسبيح" وجاء بنصها : 
 
 كذلك لم تنس العذراء مريم أنها أمة الرب.. "هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك (لو38:1)، "لأنه نظر إلى إتضاع (مذلة) أمته" (لو48:1).
 
 ونحن يجب أن نتعلم أيضًا من هذه الأم القديسة الطاهرة ألا ترتفع قلوبنا، بل ندرك دائمًا أننا "عبيدٌ بطالون" (لو10:17).. مهما عملنا من البر، ومهما وصلنا إلى مراتب روحية، أو كنسية، أو في العالم.. فالمسيح دائمًا ممجد في عبيده المتضعين فقط.
 
 بروح النبوة تنبأت القديسة العذراء مريم عما سيحدث في الكنائس في كل العالم، وفي كل الأجيال من جهة تطويبها وتمجيدها ومديحها: "فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو48:1).
 
 نحن بالحق نطوبك يا أم النور الحقيقي، لأنك صرت أهلاً لأن تحملي بين يديك الجالس على مركبة الشاروبيم، ومن تسجد له الملائكة وكل الخليقة.. فأنت بالحقيقة تستحقي كل إكرام وتمجيد وتعظيم يا أم الله بالحقيقة.
 
وفي ملء الإتضاع العطر تفهم العذراء القديسة أن ما نالته من نعمة هو من إحسانات القدير ورحمته. نحن نقول عنها إنها تستحق كل كرامة، وهي تقول عن نفسها إن ما نالته من كرامة كان إحسانًا ورحمة من القدير "لأن القدير صنع بي عظائم، وإسمه قدوسٌ، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه (لو49:1-50).
 
 هذه هي الروح المتضعة الحقيقية التي يقبلها الله، ويفرح بها.. "ليمدحك الغريب لا فمك" (أم2:27). وانطلقت العذراء القديسة مريم تسبح الله على صنيعه المجيد مع شعبه:
 
 "صنع قوةً بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. أشبع الجياع خيراتٍ وصرف الأغنياء فارغين. عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمةً، كما كلم آباءنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد (لو51:1-55).
 
 إنه هو الذي صنع القوة بتجسده، وغلبته للشيطان والخطية والموت، وهو الذي"يميت ويحيي. يهبط إلى الهاوية ويصعد. الرب يفقر ويغني. يضع ويرفع. يقيم المسكين من التراب. يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء ويملكهم كرسي المجد" (1صم6:2-8).
 
ليتنا نتعلم روح التسبيح من أمنا العذراء، ونتكلم في حضرة الرب مثلها.. بكلام متضع روحاني مليء بالفكر والعقيدة والإيمان الراسخ.