ياسر أيوب

 لم يكن باتريك جاردنر لاعبا أمريكيا موهوبا ومميزا في كرة السلة أغرته مصر بالمال ومنحته جنسيتها ليلعب لها في بطولة كأس العالم التي ستبدأ 25 أغسطس في الفلبين واليابان وإندونيسيا.. إنما ينتمى لأب أمريكى وأم مصرية حرصت منذ البداية أن يعرف باتريك جذوره المصرية وكانت من وقت لآخر تعود به إلى مصر وتعلم ابنها الانتماء لبلدها.

 
وعلى الرغم من نجاحاته في الجامعات الأمريكية والتفات كثيرين له وتوقعهم بتألقه قريبا في الدورى الأمريكى لكرة السلة.. كان باتريك حريصا على اللعب لمنتخب مصر، وهو الذي بادر بذلك واستعان بلاعب مصرى آخر في دورى الجامعات الأمريكية هو عمر الشيخ.. وسأل باتريك عمر كيف يمكنه الانضمام لمنتخب مصر قبل أن ينال رسميا، منذ أيام، الجنسية المصرية لأن المصريين لا يحتاجون لأوراق وشهادات وجوازات سفر ليروا مصر وطنا ويقعوا في هواها.
 
وفوجئ كثيرون بسعادة باتريك حين نال بالفعل الجنسية المصرية وسافر للإمارات ليكون مع منتخب مصر الذي أقام هناك معسكره الأخير قبل كأس العالم، وبدأ زملاؤه في المنتخب تعليم باتريك اللغة العربية.. ولابد مع الحديث عن باتريك من التوقف أمام حكايتين.. الأولى أن باتريك ليس لاعبا جاء إلى مصر بعد فشل وإخفاق وإحباط أمريكى.
 
فقد نجح باتريك منذ بداية ممارسته للعبة في مدرسة سانفورد كالهون الثانوية في نيويورك.. وازداد تألقا في جامعة ناساو، ثم جامعة سان مايكل في فيرمونت، وبعدها جامعة ماريست التي قاد باتريك فريقها للنهائيات لأول مرة في تاريخ الجامعة.. وأصبح باتريك بشهادة الصحافة الأمريكية أحد أفضل لاعبى كرة السلة في دورى الجامعات الأمريكية.
 
وعلى حد تعبير أكثر من صحفى من متابعى السلة الأمريكية كان باتريك من أفضل لاعبى الجامعات في التسديد ويجيد اللعب في أكثر من مركز وسريع في اتخاذ القرارات الصحيحة أثناء اللعب ولا يقبل الخسارة ويجيد دفع زملائه لبذل أقصى ما لديهم من جهد.. وأضاف الصحفى دانيال كابوانو بعدا جديدا في شخصية باتريك هو العناد والتحدى.
 
وحكى دانيال حين كان يأمل باتريك في الانتقال للدورى الأمريكى في 2019 وفوجئ بالمدربين يقولون إنه ليس جاهزا بعد للعب في الدورى الأمريكى.. ولم ييأس باتريك وأكد للجميع أنه سيأتى اليوم الذي سيلعب فيه الدورى الأمريكى، وهو ما جرى بالفعل العام الماضى مع ميامى وبروكلين نتس، وسيواصل تألقه مع الدورى الأمريكى.. وكان في بداية العام الحالى أحد عشرين لاعبا توقعت صحيفة يو إس توداى انضمامهم للمنتخب الأمريكى.
 
أما الحكاية الثانية التي تستحق التوقف أمامها فهى عن ملايين المصريين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا وأستراليا.. ولهؤلاء أبناء كثيرون يملكون الموهبة ويمارسون مختلف الألعاب بشكل تنافسى على مستوى المدرسة أو الجامعة والأندية أيضا.. ويرتبط كثيرون من هؤلاء بمصر رغم ولادتهم ونشأتهم في بلدان أخرى.. وسيسعد هؤلاء اللعب بالعلم المصرى، لكنهم فقط يحتاجون لمن يفتش عنهم ويدعوهم، وسيضيف هؤلاء بالتأكيد الكثير للرياضة في مصر.
نقلا عن المصرى اليوم