ياسر أيوب
بعيدًا عن كل حكايات ونتائج ومفاجآت المونديال النسائى فى أستراليا ونيوزيلندا، والذى فازت به إسبانيا أمس الأول، كان هناك اهتمام إعلامى بواقعة ربما تحدث للمرة الأولى فى تاريخ المونديال، سواء للسيدات أو الرجال أيضا.. فقبل أن يبدأ المونديال، سافر جيانى إينفانتينو، رئيس الفيفا، إلى نيوزيلندا وأستراليا ليتنقل بين مدن البلدين لمتابعة البطولة.. وكما هو معتاد فى أى بطولات كروية دولية يحضرها رئيس الفيفا، يبادر الفيفا بإرسال خطابات رسمية يطلب فيها توفير الحماية وحراسة خاصة لرئيس الفيفا تصحبه فى كل تنقلاته.. وبالفعل، أرسل الفيفا تلك الخطابات التقليدية لإدارة الشرطة فى أستراليا ونيوزيلندا، وبالتحديد لإدارة الشرطة فى ثلاث ولايات أسترالية: فيكتوريا وكوينزلاند ونيو ساوث ويلز.
وجاء الرد الأول من شرطة كوينزلاند التى أكد مسؤولوها برفض الطلب حتى لا يتحمل دافع الضرائب فى الولاية أعباء مالية زائدة لأمر ليس مهمًّا وليس ضروريًّا.. وقالت إدارة الشرطة فى ولاية فيكتوريا إنها أيضا ترفض طلب الفيفا، لأن الحراسة مخصصة فقط لضيوف الولاية من رؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات الدولية.. وكانت إدارة شرطة نيو ساوث ويلز هى الوحيدة التى وافقت على طلب الفيفا واستعدادها لتخصيص سيارة شرطة ترافق إينفانتينو فى كل تنقلاته داخل الولاية، بشرط أن يتكفل الفيفا بالأعباء المالية ويسدد لإدارة الشرطة تكاليف تخصيص هذه السيارة لرئيس الفيفا، علمًا بأن هذه السيارة ستتوافر فقط فى الأيام التى فيها مباريات يحضرها إينفانتينو.
وفى نيوزيلندا حيث قلصت طلبات الفيفا لمجرد موتوسيكل تابع للشرطة.. ورغم ذلك قوبل الطلب بالرفض، لأن الأمر لا يحتاج ذلك، ومن الممكن أن يتنقل إينفانتينو فى نيوزيلندا كيفما يشاء دون حاجة لأى حراسة أو تدابير خاصة.. ولم يكن ذلك كله مفاجئا وصادما للفيفا وإينفانتينو فقط، إنما لصحافة العالم أيضا.. فقد جرى العُرف أن يتم استقبال رئيس الفيفا فى مختلف بلدان العالم، سواء كرئيس دولة فى بعض البلدان أو رئيس حكومة فى بلدان أخرى.. ولا يقتصر هذا الأمر على بلدان العالم الثالث فقط، إنما فى كل بلدان العالم، وتم استقبال إينفانتينو أكثر من مرة فى البيت الأبيض فى واشنطن أو الكرملين فى موسكو وفى لندن وباريس وبرلين وبكين وبلدان كثيرة جدا شمالًا وجنوبًا وشرقًا وغربًا مع توفير حراسة خاصة ترافق إينفانتينو طيلة أيام زيارته، حتى إن لم تكن هناك بطولات رسمية.
ولا يمكن أيضا تفسير ما جرى بأن أستراليا ونيوزيلندا دولتان ليستا من عشاق كرة القدم، وقد لا يعرف المسؤولون فيهما مكانة وأهمية من يشغل منصب رئيس الفيفا.. فمنذ أن تقدمت الدولتان بطلب استضافة هذا المونديال، وبحكم مشاركات سابقة للدولتين فى بطولات كروية، فقطعا يعرفان معنى أن يجلس أحدهم على مقعد رئيس الفيفا.. ورغم هذا الرفض غير المتوقع مطلقًا، والإحساس بالحرج وبعض الإهانة للمنصب ومن يشغله، اختتم إينفانتينو زيارته للبلدين بالتأكيد على أنها كانت البطولة الأقوى والأفضل فى تاريخ بطولات كأس العالم للكرة النسائية.
نقلا المصرى اليوم