أيمن زكى
في مثل هذا اليوم من سنة 430 م. تنيح الأب القديس انبا الكسندروس بطريرك مدينة القسطنطينية. كان قديسا فاضلا وقد سيم القديس الكسندروس بطريركًا علي القسطنطينية وهو شيخ يبلغ الثالثة والسبعين من عمره، وبقي يمارس هذا العمل الأبوي 23 عامًا كلها متاعب وآلام بسبب الأريوسية
 
وحدث أنه لما جدد القديس أثناسيوس الرسولي بابا الإسكندرية العشرين حرم أريوس فذهب أريوس هذا إلى القسطنطينية وتظلم إلى الملك قسطنديوس ابن الملك البار قسطنطين من البابا أثناسيوس. ولما لم يقبل تظلمه لدي الملك. طلب إليه أريوس أن يوعز إلى الأب الكسندروس بقبوله في شركة الكنيسة. فأرسل الملك إلى هذا الأب قائلا:
 
"أن أثناسيوس قد خالفنا بعدم قبوله أريوس، وأنت تعلم أننا نحن الذين قدمناك إلى هذه الوظيفة، فلا تخالفنا وطيب خاطرنا بحل أريوس "
فأجابه: "ان الكنيسة لا تقبله لأنه لا يعبد الثالوث القدوس"
 
فقال له الملك: "أنه اعترف أمامي بالثالوث القدوس وان الابن مساو للأب في الجوهر".
 
فأجابه القديس: "إذا كان قد اعترف هكذا فليكتب اعترافه بخطه".
 
فاستحضر الملك أريوس وكتب إيمانه بخطه ولكن علي خلاف ما يبطن. واستحلفه علي الإنجيل أن هذا اعتقاده فحلف كذبا فقال الملك للأب الكسندروس "ماذا لك عليه بعد أن كتب إيمانه بخطه ثم أقسم عليه؟ "
 
فأجابه " أن البابا أثناسيوس قد جدد حرم أريوس الذي وقع عليه أبوك مع الآباء الثلاثمائة وثمانية عشر ونفاه وشيعته من الإسكندرية فأمهلني أسبوعا حتى إذا لم يطرأ علي أريوس تغير يكون قسمه صادقا وكتابته حقيقة. وبعد ذلك أنا أقبله في شركة الكنيسة " فوافقه الملك علي ذلك
ولما خرج الأب البطريرك فرض علي شعبه أن يصوموا معه سبعة أيام وأن يصلوا إلى الله حتى يخلص كنيسته من خطية أريوس. ولما أنتهي الأٍسبوع أخذ الهراطقة أريوس ليلة الأحد وطفقوا يسيرون به شوارع المدينة فرحين بأن زعيمهم سيقبل في الكنيسة ولما كان الصباح دخل أريوس الكنيسة. وجلس أمام الهيكل مع الكهنة، ثم دخل الأب الكسندروس وهو حزين لا يدري ماذا يعمل وعندما ابتدأ القداس شعر أريوس بمغص فخرج مسرعا إلى المرحاض، وهناك نزلت أمعاؤه من جوفه.
 
ولما استبطأه أتباعه ذهبوا إليه فوجدوه قد مات فاستولي عليهم الخزي ومجد المؤمنون المسيح الذي لا يتخلي عن كنيسته. وتعجب الملك من ذلك وعرف أن أريوس كان كاذبا في كتابته وفي قسمه. وتحققت قداسة الأب الكسندروس واستقامة إيمانه. واعترف جهارا أن جوهر الثالوث واحد. وأكمل هذا الأب حياته في سيرة فاضلة حتى وصل إلى شيخوخة صالحة وتنيح بسلام.
 
بركه صلاته تكون معنا آمين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...