ياسر أيوب
فى صالة آسيا مول فى العاصمة الفلبينية مانيلا، تلعب مصر اليوم أمام ليتوانيا أولى مبارياتها فى البطولة التاسعة عشرة لكأس العالم لكرة السلة.. وتلعب بعد يومين أمام مونتنيجرو، ثم تختتم مبارياتها فى المجموعة الرابعة أمام المكسيك.. ومن الصعب توقع ما ستحققه مصر فى مشاركتها السادسة فى بطولات كأس العالم لكبار كرة السلة، لكن المؤكد هو تمنى نتائج طيبة للعبة مصرية كانت لها انتصاراتها القديمة ثم تراجعت كثيرا وانتظرت طويلا حتى بدأت مؤخرا تحلم وتحاول من جديد.
والحديث عن ماضٍ جميل لكرة السلة المصرية ليس القصد منه تصدير إحباط ويأس أو سرقة طموح مشروع، إنما هو تأكيد على ما يستطيعه المصريون فى هذه اللعبة، وأنهم يومًا ما كانوا من كبار العالم.. وحين تقرر إقامة أول بطولة لكأس العالم لكرة السلة واستضافتها بوينس آيريس فى أكتوبر 1950، شاركت مصر فى هذه البطولة الأولى، وبدأت مشوارها بالفوز على إكوادور ثم إسبانيا وتأهلت للدور النهائى.. وفى هذا الدور وبعد الخسارة بفارق نقطتين فقط أمام الولايات المتحدة.. عادت مصر وفازت على فرنسا ثم خسرت أمام البرازيل والأرجنتين وفازت على شيلى.
وفازت الأرجنتين بالبطولة، وتلتها الولايات المتحدة، وتساوت مصر فى رصيد النقاط مع كل من شيلى والبرازيل، لكن فارق الأهداف منح شيلى المركز الثالث، والبرازيل المركز الرابع، واكتفت مصر بالمركز الخامس على العالم.. وقد تكون مفاجأة لكثيرين اليوم أن المصريين وقتها لم يكونوا سعداء بالمركز الخامس، فقد شاركوا أصلا فى البطولة باعتبارهم أبطال أوروبا.. ففى 1949 فازت مصر بكأس أوروبا لكرة السلة، وحين بدأ الاتحاد الدولى للعبة بطولة كأس العالم، كان لابد من مشاركة أبطال قارات العالم.
وشاركت مصر كبطلة لأوروبا وحاملة لقب كأسها، فلم تكن إفريقيا قد عرفت بعدْ كرة السلة، وبدأت مصر تشارك فى بطولات أوروبا منذ 1937.. وتطور مستوى مصر الأوروبى من المركز الثامن فى أول مشاركة للمركز الثالث فى بطولة 1947 ثم الفوز ببطولة 1949.. وفى عام 1951، استضافت مصر فى الإسكندرية أول دورة لألعاب البحر المتوسط.. وفى منافسات كرة السلة، فازت مصر على إسبانيا واليونان ولبنان وسوريا وتركيا وإيطاليا وكانت لها ميدالية الذهب.. وحين عادت السلة المصرية إلى إفريقيا، فازت بأول بطولتين 1962 و1964.
ولم تقتصر نجاحات قديمة للسلة المصرية على منتخبها فقط، إنما كان هناك أيضا المصرى الرائع عبدالمنعم وهبى.. وبدأ عبدالمنعم مشواره مع اللعبة لاعبًا، ثم أصبح حكمًا دوليًا أدار نهائى دورة أوليمبية وبطولة كأس عالم.. وأصبح بعدها رئيسًا للاتحاد المصرى ونائبًا لرئيس الاتحاد الدولى.. وهو الذى أسس الاتحاد الإفريقى 1961.. وخاض فى 1968 معركة صعبة للغاية مع المليونير الفلبينى باديلا، انتهت بفوز عبدالمنعم وهبى برئاسة الاتحاد الدولى لكرة السلة ليصبح أول مصرى يترأس اتحادًا رياضيًا دوليًا.
نقلا عن المصري اليوم
