عيد اسطفانوس
رئيس مدنى ورئيس دينى ورئيس عسكرى هذه هى التصنيفات الثلاث المعتمده وأى تخريجات   أخرى هى بدع وضلالات ،والاول والثانى ربما يطلق عليهم رئيس منتخب أما الثالث فهو غالبا  القادم بانقلاب حتى لو خلع بزته العسكرية وأتى بانتخابات ( حره) فسيظل يوصم دائما بانتمائه لقبيلة العسكر . 
 
ومع التسليم بوجود نظم حكم ناجحة بكل المقاييس ولا تنطبق عليها أى من تخريجات هؤلاء المتفيقهين السياسيين ، فلا الصين ديمقراطية وقد اكتسحت العالم اقتصادا وتقنيه ، ولا الامارات لعربية كذلك وقد أصبحت الوجهة السياحية والاستثمارية الاولى فى العالم ، ونماذج أخرى كثيرة ،اذن فالمسالة الديمقراطية هذه ليست قولا واحدا وماعداه خروج عن المله ، لكن هناك قولات أخرى ثبت صلاحيتها بما لم يدع مجالا للشك ، ومن المفارقات أن  هتلر كان رئيس مدنى منتخب بأغليبه ساحقة  وديجول كان جنرالا من قبيلة (العسكر) ، الاول دمر قارة بكاملها والثانى أقام دولة من العدم ، والأغرب أن معظم الدساتير تعسكر الرئيس المدنى المنتخب فور أن يتبوأ الكرسى لتجعله القائد الأعلى أى تضمه عنوة لقبيلة العسكر .
 
أما بكائيات ( الرئيس المدنى المنتخب ) التى  أصبحت طقس يومى يواظب عليه هؤلاء خريجى مدرسة اللطميات البائسة ، ونحن هنا نتحدث عن الحالة المصريه ، وهؤلاء هم الرقم ألاول فى قائمة المتربصين بالدولة المصرية وهذه القائمة الطويلة تضم العديد ممن يأملوا اعادة عقارب الساعة لاعادة المحاولة الفاشلة لتفكيك عناصر الدولة وانهيارها ليتمكنوا منها ، كما سبق وفعلوا بجوارها الغربى والجنوبى وسوريا واليمن وغيرهم لكن الدولة المصرية تظل عصية تقاوم رغم الظروف القاسية .
 
أما اسطوانة الرئيس المدنى المنتخب فهى مقولة حق يراد بها باطل ، فالمجتمع المدنى الحقيقى هو الذى يفرز رئيس مدنى حقيقى ،  وقبل أن يفرز الرئيس المدنى  مفترض أن يفرز ناخب الرئيس المدنى ، فالمجتمع المدنى هو اتحاد مجموعات الأعراق الوطنية فى الحيز الجغرافى المحدد والممتزجة والمتفقة على دستور(مدنى ) يتساوى فيه الجميع حقوق وواجبات ، دستور ذى مواد واضحة وصريحة لا تحتمل الالتباس أو التأويل ، دستور يضمن الحد الأدنى من العدالة والمساواه بين كل أطيافه فى توزيع السلطة والثروه ، هذا المجتمع الذى ينتج هذا الدستور هو الذى يفرز ناخب صالح لاختيار رئيس مدنى منتخب ، وعدا ذلك فكل مجتمع يفرز حكامه فهم انتاجه فالمجتمعات الدينية تفرز رئيس دينى  ومجتمعات الفوضى تفرز  رئيس عسكرى ولا تستحق غيره والكارثة عندما يفرز مجتمع دينى وفوضوى رئيسا يمزج الدين بالدبابه وقد رأيناه فى مصر والسودان  رأى العين .
 
 أما اختصار العملية فى صندوق وبطاقه فهى عملية دلاسة على العامة والدهماء ، فأوربا الديمقراطية ظلت تبحث قرن من الزمان عن صيغه فأعادت تأهيل مجتمعاتها لتنتج ناخب يصلح لاختيار مرشح ناخب حر ضامن سكنه ودواؤه وطعامه  وغير ذلك فهى تمثيليه بلهاء .
 
فهل نحن ( نتحدث من مصر ) مجتمع مدنى حقيقى لدينا ناخب (مدنى ) حقيقى يستطيع اختيار رئيس مدنى حقيقى نحن (ولا زلنا نتحدث من مصر ) من المجتمعات الثيوقراطيه  المستترة  وهى مجتمعات طارده للحرية والفكر الحر والابتكار والابداع ، مجتمعات تقهر على أساس الجنس والعرق والدين ، استنادا الى دستور ملغوم ومفخخ ، وبالمبدأ الازلى كل شعب يستحق حكامه فسوف يحكمنا من نستحقه  أما بكائية الرئيس المدنى المنتخب  فهى حيله لاتنطلى الا على الجهلاء .