محمد طه '>د. محمد طه
يجي الخبر.. أو مكالمة التليفون.. أو نتيجة الانترفيو..
تيجى تذكرة السفر.. أو تقرير الأشعة.. أو معمل التحاليل..
اتقبلت فى الدراسة.. أو اترفضت فى الجوازة.. أو اتطلقت/اتطلقتى..
حبيب مات.. ابن اتولد.. وظيفة بدأت.. أو وظيفة انتهت..
باب خبط.. تليفون رن.. رسالة اتبعتت..

الخطوة دى فى رحلتنا اسمها (النداء).. The call.. يعنى بعد ما تبقى قاعد فى حالك.. وعايش حياتك زى العايشين.. تحصل حاجة تقلب دنيتك.. وتهز كيانك.. وتزلزل الأرض اللى كانت ثابتة تحت رجليك..
الحاجة دى ممكن تبقى مفاجأة.. ظهرت من غير استعداد ولا انذار..
وممكن تكون حاجة انت كنت بتسعى ليها.. وجالك القبول والبدء..
وممكن تكون حاجة اتزقيت عليها، على غير هواك ولا رغبتك..

وفى كل الحالات.. انت هنا بتقف كده شوية.. وتفكر: اتحرك والا أفضل مكانى؟ ياترى أنا قد الحكاية دى؟ طيب هاقدر؟ هاعمل ايه لو ماقدرتش؟ ايه اللى هاكسبه؟ طب ايه اللى هاخسره؟
انت هنا على أول باب المخاطرة.. بتقدم رجل وتؤخر ورجل..
كتير بيقف.. ويعطل فى الأسئلة.. دول المترددين..

وكتير بيختار يفضل جوا دايرة أمانه وراحته.. اللى حافظها وعارفها.. وعارف أولها من آخرها.. ودول العاديين..
وقليل جداً.. اللى بعد ما يفكر شوية.. ويتردد شويتين.. يقرر إنه يقلع رداء العادية.. ويكسر دائرة التردد..
ويبدأ رحلته..
اللى مايعرفش عنها أى حاجة..
واللى غالبا مش بيكون جاهز لها..
واللى أسئلتها أكتر من أجوبتها..

لكنه حاسس من جواه ان ده مصيره.. سامع صوت داخلى بيقوله ده طريقك.. شايف على البعد حاجة مش عارف يسميها أو يوصفها.. بتشده وتجذبه ليها من أعمق أعماقه..
عاوز تشوف ده بعينيك وبشكل درامى واضح؟
دى اللحظة اللى خبّطت فيها ماتيلدا على باب Leon..
دى اللحظة اللى مات فيها (موفاسا) على ايد أخوه (سكار)..
دى لحظة خطف ابن (جعفر العمدة)..

ولحظة دفن ووداع جوز حنان (منى ذكى) فى (تحت الوصاية)..
دى اللحظة اللى جات فيها الرسالة على كمبيوتر (نيو)..
واتجوزت فيها البنت اللى كان بيحبها همام قبل ما يسافر (أمستردام)..
وغيرها وغيرها..
شوفت تردد (ليون) انه يفتح الباب؟
شوفت حيرة (سيمبا) وتجمده مكانه؟
شوفت جنون (جعفر العمدة) وعدم تصديقه؟
وخوف (حنان) وقلة حيلتها؟
واهتزاز (نيو) وتخوفه؟
وحزن ورفض (همام)؟
شايف الشبه؟

حياة عادية.. فحدث مفاجئ.. فتردد وأسئلة ومخاوف يعقبها رفض أو قبول.. أو رفض (ثم) قبول..
مرحلة الحياة العادية اسمها  Ordinary World
الحدث اللى بيحصل اسمه The call
التردد والحيرة وأحياناً الرفض (المبدأى) اسمه Refusal of the call..
عاوز تشوف ده فى الواقع والحياة؟

بص حواليك.. وتأمل حكايات أصدقاءك وحبايبك ومعارفك.. اللى بدأت بخبر أو حدث أو كورس أو شغل أو حب أو طلاق.. وحاول تطلّع وتفصّل الخطوات دى.. هاتلاقيها بالظبط..
عاوز تشوف ده فى نفسك؟
راجع بدايات رحلتك؟ مراحلها الأولى..
نفس الخطوات.. مش كده؟
غريبة؟
لا استنى شوية.. الأغرب لسه جاى..
نبدأ بقى الرحلة.............
يتبع..
محمد طه '>د. محمد طه